تحتفل دول العالم، يوم غد الثلاثاء، باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات بهاجس تركيز الاهتمام هذه السنة على المجتمعات القروية في العالم بهدف رئيسي يتمثل في تمكين ساكنة أقاصي أصقاع العالم من فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويتمثل الهدف الرئيسي من وراء التركيز على المجتمعات القروية في كون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمثل قوة دفع للاقتصاد العالمي وتوفر حلولاً حقيقية نحو تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي المستدام، وتعمل أيضاً كعوامل محفزة للإسراع بالتقدم صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويقطن نصف سكان العالم، أي حوالي 3ر5 مليارات نسمة، في المناطق القروية والتجمعات السكانية النائية، التي تمثل أكثر الفئات فقراً وحرماناً وأقلها تعلماً بالمقارنة مع سكان المدن الحضرية في العالم. ومن بينهم 4ر1 مليار نسمة يعيشون في فقر مدقع ويعتبرون أيضاً من بين أقل المستفيدين من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وفوائدها. وفي كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات الذي يخلد هذه السنة تحت شعار "حياة أفضل في المجتمعات الريفية بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، شدد الدكتور حمدون إ. توريه الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، على أنه حان وقت العمل على الصعيد العالمي لتمكين المجتمعات القروية من الاستفادة من الفرص التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات ملتزم بضمان وصول فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى أقصى المناطق النائية، فضلاً عن المجتمعات المحلية الأكثر ضعفاً. وأكد أنه على الرغم من الانتشار السريع للهاتف المحمول، بحيث بلغ عدد المشتركين أكثر من 3ر5 مليارات مشترك في العالم، فإن الهدف الرئيسي الآن هو النهوض بالمحتوى من خلال تعزيز النفاذ عريض النطاق من أجل إنشاء الطرق السريعة للمعلومات والاتصالات والشبكات التي ستغذي مراكز المجتمعات القروية والحضرية بالوسائل اللازمة للوفاء بأهدافها وتطلعاتها الإنمائية. ودعا الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات إلى تسخير الإمكانات الكاملة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتى يتسنى للجميع أن ينعم بحياة أكثر ازدهاراً وسلاماً، لا سيما في المناطق القروية بالنظر لكون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وما يتصل بها من تطبيقات إلكترونية تعتبر أدوات أساسية لتحسين الإدارة والخدمات مثل الخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية في المجتمعات ومياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية والتعليم والغذاء والمأوى،وتحسين صحة الأم وخفض وفيات الأطفال، وتمكين المرأة وأفراد المجتمع الأكثر ضعفاً. من جهته، قال ال`أمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات قد غيرت المشهد العالمي تغييرا جذريا مضيفا أن هذه التكنولوجيا هي القوة المحركة للاقتصاد العالمي، بل إنها أضحت من أكبر عوامل تمكين المجتمع الحديث، حيث تساعد الناس على التواصل عبر المسافات والفجوات الثقافية، وتيسر التجارة والتبادل التجاري، وتتيح إمكانية الاستفادة من موارد بالغة الأهمية من قبيل الرعاية الصحية والتعليم. وأكد أن الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة في أنحاء العالم، ولا سيما في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أبرزت أيضا الدور التحفيزي الذي يمكن أن تقوم به الهواتف المحمولة ووسائط الإعلام الاجتماعية في تعبئة الرأي العام، مضيفا أنه في أعقاب الكوارث الطبيعية التي ازدادت وتيرتها وقوتها، أصبحت هذه التكنولوجيات جزءا حيويا من عملية الاستجابة لتقديم المعونة. وأشار إلى أن الشعار الذي تم اختياره هذه السنة للاحتفال بهذه الذكرى يبرز الحاجة إلى تسخير كامل إمكانات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لصالح سكان المناطق القروية في العالم لتغيير حياة هؤلاء تغييرا جذريا عن طريق ربط المدارس في القرى بالمعلومات والمعارف على شبكة الإنترنت، وتوفير خدمة التطبيب عن بُعد للمراكز الصحية في المناطق الريفية النائية، وتقديم معلومات دقيقة عن الأحوال الجوية للمزارعين وتزويد المنتجين بمعلومات مستكملة عن الأسواق. وخلص بان كي مون إلى أن الاتصالات على نطاق التردّد العريض ستتيح إيصال المحتويات إلى الأماكن النائية في الأرياف وستمكن من سد الفجوة الرقمية التي تفصل بين القادرين على الوصول إلى المعلومات والمعارف، وغير القادرين على ذلك، وتوسيع نطاق الفرص المتاحة لتحقيق حياة أفضل، وزيادة فرص تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في وقت أسرع.