في إطار أنشطتها الدورية التي تنظمها الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم الرباطسلا - زمور - زعير تحت عنوان "حديث كتاب"، تم الاحتفاء مساء اليوم الأربعاء بآخر إصدار للناقد والشاعر المغربي أحمد ازنيبر تحت عنوان "مديح الصدى". وفي فضاء جميل وحميمي مزين باللوحات التشكيلية، تناول الكلمة الناقد عبد الخالق العمراني ليبسط مداخلة بعنوان "سؤال الأدبية في الغرب الإسلامي"، تطرقت إلى توصيف لكتاب "مديح الصدى". وقال العمراني، إن الكتاب ينقسم إلى عدد من المباحث، إذ اعتبر أن المبحث الأول يتناول أدب المذكرات للمختار السوسي، الذي استحضر التاريخ ودخل في محاورة مفتوحة مع الذات والذاكرة، وأدب الرحلة للحسن اليوسي، ثم ديوان "شموع" لمحمد الحلوي. أما المبحث الثاني فقد توجه -حسب العمراني دائما- إلى دراسة شعر يوسف الثالث، إذ وجد ازنيبر في مفهوم الغربة مدخلا لدراسة أعمال الشاعر، خاصة بعد ضياع الأندلس، فيما تناول المبحث الثالث "فن التْرْجْمَة"من خلال المدني التركماني ، وأخيرا سلط الضوء في الفصل الثالث على علم التحقيق انطلاقا من محمد المنوني وصولا إلى نجاة لمريني في العصر الحالي، معتمدا مرجعية أساسية تتعلق بالدفاع عن الهوية المغربية. وأضاف عبد الخالق العمراني أن ما يميز نقد أحمد ازنيبر هو كونه شذب الكتابة النقدية من شوائب إسقاط المنهج على النص، واعتمد الإنصات المباشر لنبض النص. أما الناقدة والروائية حليمة زين العابدين فقد قدمت قراءة عاشقة لهذا الكتاب، معلنة أن ما أثارها ولفت انتباهها هو غلاف الكتاب، ولون لوحته الخضراء المفتوحة على كل ما هو جميل. وأضافت أن عنوان الكتاب "مديح الصدى" يوحي بأن الأمر يتعلق بديوان شعري، بالنظر إلى طبيعته الانزياحية، مشيرة إلى أنه يقوم بنقد تاريخي، حين يقدم المختار السوسي، وقراءة في الأدب، حين يقدم إبداع الحسن اليوسي، وقراءة في أدب الحلوي، حين يقدم الشاعر الوطني والرومانسي ثم الشاعر يوسف الثالث الذي يتردد في مؤلف ازنيبر مثقلا بالغربة. وتخللت هذه الجلسة الحميمية مقطوعات موسيقية وأغاني للفنان المغربي أحمد همراس الذي غنى بعض الموشحات قبل أن يشنف أسماع الحضور ببعض أغاني محمد السلاوي.