اعتمد المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة في ختام اجتماعه الاول، الذي انعقد مساء اليوم الثلاثاء بالرباط، مشروع برنامج العمل البيئي الإسلامي الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. كما يتوخى هذا البرنامج تحسين المعارف العلمية وفهم التدابير المستدامة للبيئة، بقصد وضع الآليات المؤسسية والبنى التحتية المناسبة، وتوفير التدريب للموارد البشرية وضمان الوصول إلى المعلومات. ويقوم البرنامج على خمسة محاور رئيسة، تشمل التغير المناخي وأثره على الدول الأعضاء، وقضايا المياه وحماية الموارد البحرية، ومواجهة الكوارث الطبيعية، وتعزيز النجاعة الطاقية، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة. وفي إطار توصيات هذا اللقاء، كلف المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة منظمة الايسيسكو والجهات المختصة في المغرب بمواصلة التنسيق والتشاور بخصوص إحداث أكاديمية إسلامية للبيئة والتنمية المستديمة بالمملكة، طبقا لما جاء في الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المؤتمر الاسلامي الثالث لوزراء البيئة بالرباط في 2008 . كما قرر إحداث كرسي سمو الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز للدراسات البيئية في دول منظمة المؤتمر الإسلامي المعرضة بشكل أكبر لتأثيرات التغيرات، وذلك بناء على اقتراح من الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وقرر أيضا إحداث فريق عمل رفيع المستوى من الخبراء في الدول الأعضاء متخصصين في مجال التغير المناخي، وتكليفه بمتابعة التطورات والمبادرات الدولية في مجال التغير المناخي، والتحضير لعرض رؤية جماعية للدول الأعضاء خلال المؤتمر الدولي القادم حول التغير المناخي الذي سينعقد في مكسيكو اواخر السنة الجارية. ومن جهة أخرى، أبرز أهمية إعداد استراتيجية تطوير الطاقات النظيفة والمتجددة في البلدان الإسلامية وآلياتها التنفيذية، استناداً إلى برنامج العمل حول تطوير الطاقات المتجددة في البلدان الإسلامية المعتمد من قبل المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء البيئة. وفي سياق ما انتهت إليه توصياته، حث المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة الدول الأعضاء على تعزيز التعاون في ما بينها من أجل تفعيل مضامين برنامج العمل البيئي الإسلامي، من خلال وضع الأنشطة والبرامج والمشاريع الكفيلة بمعالجة القضايا البيئية ذات الصلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذها بشكل فعال. ودعا المنظمات والهيئات العربية والإسلامية المعنية بالعمل البيئي إلى المساهمة في تحقيق الأهداف المضمنة في البرنامج، من خلال تنسيق أنشطتها وبرامجها في ما بينها ومع الدول الأعضاء، على نحو يضمن التكامل ويوفر الإمكانات والجهود ويوحد الرؤى والتوجهات. كما دعا مؤسسات التمويل العربية والإسلامية، وخاصة البنك الإسلامي للتنمية، إلى المساهمة في تمويل الأنشطة ذات الصلة من خلال تفعيل برنامج العمل البيئي الإسلامي، وكذا تخصيص مزيد من الأنشطة الموجهة لفائدة الشباب في مجال التوعية البيئية، وتعزيز دورهم للإسهام في مجال البيئة والتنمية المستدامة.