دعا رئيس المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، مساء اليوم الثلاثاء في الرباط، إلى تفعيل منظومة العمل البيئي الإسلامي المشترك والاهتمام أكثر بقضايا حماية البيئة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة. وأكد سمو الأمير تركي بن ناصر، رئيس المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الأول للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، على أهمية الاستفادة من الموارد الطبيعية واستخدامها بغرض الاستجابة للاحتياجات الحالية، دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة وحقوقها في الوفاء باحتياجاتها من هذه الموارد. وأضاف أن الجهود ستنصب مستقبلا على تقوية التعاون بين المكتبين التنفيذيين العربي والإسلامي للبيئة، بغرض تحقيق الأهداف الرابطة بين المنظومتين العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي سيسعى كذلك إلى تحقيق مزيد من التعاون والتنسيق مع وزراء البيئة في الدول الافريقية والأسيوية. ومن جانبه، أبرز السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أن الوعي البيئي أخذ يتنامى في العالم الإسلامي بفضل الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات والمؤسسات المتخصصة الدولية والإقليمية في هذا المجال. وأضاف أن خطة العمل الثلاثية الجديدة للإيسيسكو، التي بدأ العمل بها مع بداية هذه السنة، تشتمل على برامج وأنشطة تهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء في هذا الميدان، وذلك استكمالاً للبرامج والأنشطة التي تضمنتها خطة العمل الثلاثية السابقة. وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن النتائج الإيجابية التي خرج بها المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في دورته الثالثة، التي عقدت في شهر أكتوبر 2008 ، كانت دعماً قوياً للعمل الإسلامي المشترك في هذا المجال الحيوي، وتعزيزاً للجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في ميادين حماية البيئة. وذكر بأن انعقاد الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، يأتي بعد أسابيع قليلة من انعقاد القمة العالمية للبيئة في كوبنهاغن التي خرجت بنتائج مهمة، داعيا إلى دراستها والاستفادة منها للنهوض بقضايا البيئة في العالم الاسلامي. أما السيدان عبد المعز بوخاري الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي والشاذلي النفاثي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية فتوقفا عند أهم التحديات البيئية التي تواجه البلدان الإسلامية والعربية. وشددا، في هذا الصدد، على أهمية تعزيز التعاون بين المنظمتين بما يخدم المصالح المشتركة للدول العربية والإسلامية خاصة في مجال المحافظة على الموارد الطبيعية وحماية البيئة. شارك في هذا الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، على الخصوص ممثلون عن جامعة الدول العربية، ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا، ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، والاتحاد العربي للشباب والبيئة، ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واتحاد المغرب العربي. وتضمن جدول أعمال الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة الذي يتشكل من وزراء البيئة في تسع دول أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، على الخصوص، انتخاب نائب رئيس المكتب التنفيذي، واعتماد مشروع برنامج الاجتماع، وعرض ومناقشة مشاريع توصيات وقرارات اجتماع كبار المسؤولين البيئيين واعتمادها، علاوة على مناقشة التقرير الختامي والمصادقة عليه. يشار إلى أن من بين مهام المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة اقتراح استراتيجيات إسلامية وخطط استعجالية، وتعزيز التنمية المستدامة وحماية الموارد مع العمل على منع تدهور عناصر المنظومة الايكولوجية وتوازنها، وذلك من خلال برنامج عمل بيئي إسلامي شامل يتضمن أربعة محاور أساسية; تهم التغيرات المناخية وأثرها على البلدان الإسلامية، وقضايا المياه، وحماية الموارد البحرية ومواجهة الكوارث الطبيعية. يذكر أن المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء البيئة، الذي انعقد بجدة سنة 2006 ، كان قد أصدر قرارا بإنشاء المكتب التنفيذي للبيئة، كما أصدر خلال دورته الثالثة المنعقدة بالرباط سنة 2008 قرارا باعتماد النظام الداخلي للمكتب ومشروع إنشاء المركز الإسلامي للمعلومات البيئية.