(بقلم: بشرى أزور) - في عروض فنية تزخر بإبداع الموسيقى الكلاسيكية، تألقت مجموعة من الفرق الموسيقية، أمس الجمعة بفضاء دار الصويري داخل أزقة المدينة العتيقة لموكادور، بأدائها لمعزوفات موسيقية تحمل بصمات راسخة لفنانين عالميين. فبين فرق عزف ثنائية وثلاثية ورباعية، تنوع الأداء الجميل لموسيقى الصالون، التي أطربت جمهور دار الصويري، الفضاء الذي اتخذت منه موسيقى الحجرات مستقرا جميلا لأدائه، فحمل الحاضرين إلى عالم الزمن الموسيقي الجميل. عزف أنيق على البيانو والكمان والكمان الجهير وغيرها، مرفوقة بأصوات السوبرانو الساحرة التي تنفذ إلى المسامع وتستقر في القلوب، عزفت مقطوعات موسيقية خالدة لفنانين عالميين، مثل باخ وموزارت وفيفالدي وشومان ودوبوسي. الرباعي موديغلياني، أمتع الحاضرين مساء أمس من خلال أداء متناغم على آلة الكمان، في توافق وانسجام بين المؤدين الذين جمعت بينهم أناقة الأداء الموسيقي وعمق الإحساس الفني، وتآلف بين كل عازف على حدة وآلته الموسيقية، من حيث التفاعل الحسي والموسيقي. تأسست فرقة ( موديغلياني) سنة 2003 كثمرة صداقة متينة بين المؤدين ونتيجة للشغف الذي يكنونه للعزف الكلاسيكي، وتألقت المجموعة سريعا بإحرازها على الجائزة الأولى ثلاث سنوات على التوالي في كل من المسابقة الدولية لإيندهوفن سنة 2004، ومسابقة فيتوريو ريمبوتي بفلورنسا سنة 2005، ثم مسابقة المواهب الشابة بنيويورك في 2006. ذلك النجاح مكن الفريق الشاب، المتكون من فيليب ولويك ولوران وفرانسوا، من استقطاب اهتمام متزايد وتقديم العروض الموسيقية في عدد من الدول، في فرنسا والنمسا والولايات المتحدة وبلجيكا واليابان وغيرها. واحتفاء بالموسيقى الألمانية الكلاسيكية، عزف الثلاثي دينا بنسعيد ( البيانو) وتيبو مودري (الكمان) وإليزا هوتو ( الكمان الجهير)، مقطوعات موسيقية من روائع الموسيقار بيتهوفن، أتحفت الجمهور الصويري الذي استمتع بالأداء المتناسق. فبين دينا التي ازدادت بالرباط سنة 1989، وإليزا المزدادة سنة 1988 وتيبو ( 1987 ) نسج الثلاثي الشاب خيوط حكايات القصص الرومانسية الموسيقية روائع المعزفات التي حاكتها أنامل المبدع بيتهوفن. أما الثنائي النمساوي الشاب ستيفان سترويسنيغ وماتياس شورن، فقد زاوج بين العزف بين البيانو والكلارينيت، وأدى قطعا موسيقية ومعزوفات لشومان وبيرغ ودوبوسي، في حوار رائع بين آلتين موسيقيتين تسرد قصصا فنية جميلة. ولم تغفل دورة 2011 لموسيقيات الصويرة، فسح المجال للمواهب الناشئة، حيث أدى ثنائي السوبرانو بولين لونسيل وجيهان أمزال ببراعة وانسجام معزوفات من الأوبرا رافقهما خلالها عزف جميل على البيانو لفرانسوا ماراياك، نال إعجاب الحاضرين بدار الصويري. عروض موسيقية متنوعة الآفاق قدمتها فرق فنية تتخذ من موسيقى الصالونات وسيلة للتعبير عن أحاسيس فنية مرهفة ومشاعر إنسانية نبيلة. وتختتم اليوم السبت فعاليات هذه التظاهرة الموسيقية التي تحتضنها الصويرة منذ 28 أبريل الجاري، والتي تنظمها جمعية الصويرة موكادور.