على نغمات أغان إسبانية وعزف متميز على القيثار، افتتح مساء أمس الخميس بحاضرة موكادور مهرجان "موسيقيات الصويرة"، المخصص لموسيقى الصالون الكلاسيكية. فقد عزف جان مارك زفيلينروثر وبنجامين فاليت ألحانا مستوحاة من الموروث الفني الإسباني، المتميز بألحانه الهادئة والحزينة، تروي قصصا عادية من الحياة اليومية بأفراحها وأتراحها. كما أدى ماثيو دو لوبيي قصائد إسبانية بصوت شجي غمر الحاضرين بدار الصويري بعمقه وتعابيره. لغارثيا لوركا ودي فايا وألبينيز، غنى دو لوبيي، ذلك الفنان القادم إلى الفن من عالم الصحافة مرفوقا بعزف القيثار، أشعار أغان إسبانية قديمة تحتفي بالحب في كل تجلياته، وبتعابير مجازية تعبر عن كل الأحزان والأفراح التي تجيش بها العواطف الإنسانية. وقد بدأ دو لوبيي مساره الفني الاحترافي سنة 1999 بعد اشتغال على الصوت والإلقاء، حيث لعب أدوارا في العديد من المسرحيات الغنائية الكوميدية مثل " كينغ آرثر" و"لوبورجوا جونتيوم". أما عازف القيثار جان مارك زفيلينروثر، فتتوزع حياته المهنية بين التدريس بالمعهد الوطني العالي للموسيقى بباريس والحفلات الموسيقية التي يحييها عبر العالم. كما تألق خلال هذا الحفل الافتتاحي العازف بنجامين فاليت، المزداد سنة 1986، والذي شرع في العزف على القيثار منذ ربيعه السابع، ليحقق بذلك نجاحا باهرا في مساره الدراسي الفني، وحضورا لافتا خلال الحفلات الموسيقية التي يحييها ضمن عدد من مهرجانات موسيقى الصالونات عبر العالم. وقد تميز الحفل الافتتاحي ل"موسيقيات الصويرة"، على الخصوص بحضور السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، وعامل إقليمالصويرة السيد نبيل خروبي، إلى جانب عدد من كبير من الشغوفين بفن موسيقى الصالون من المغاربة والأجانب. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد أندري أزولاي أن "موسيقيات الصويرة، التي نهدي دورتها لضحايا اعتداء مراكش، تعد لحظات قوية مفعمة بالعواطف"، مضيفا أن "الموسيقى هي الحياة، وأن المغرب أظهر هذا المساء أنه على الرغم من كل شيء فإن هذه الحياة ستنتصر". وستعرف دورة 2011 لمهرجان "موسيقيات الصويرة" التي تحتفي بموسيقى الصالون مشاركة عدد من الفرق الموسيقية، ويتعلق الأمر على الخصوص بالرباعي موديغلياني والرباعي زايد والثلاثي كاديسنكي، وعازفي الساكسوفون إيليبسوس، إلى جانب ثنائي للعزف يجمع بين البيانو والكلارينيت، وفرقة خماسية للعزف على الكمان الجهير. كما ستعرف هذه التظاهرة الفنية مشاركة المواهب الناشئة، لتضمن استمرارية هذا الفن الكلاسيكي الراقي.