أكد الجوق السمفوني الملكي، في أمسية أحياها مساء أمس الجمعة بالمسرح الوطني محمد الخامس ، أن الموسيقى الراقية هي مفتاح القبض على اللحظات الجميلة التي تخلد ذكراها وتزرع السكينة والحب في الوجدان. وقع الموسيقى على القلوب كوقع السحر . هذا هو الشعور الطاغي على الحاضرين بالمسرح الوطني وهم يصخون السمع إلى المعزوفات الكلاسيكية للجوق ...، سكون وهدوء. حملت الموسيقى الكلاسيكية الحاضرين الى سحر الطبيعة الخلابة للجبال والسهول والهضاب، وهدير الأمواج وخرير الماء بالجداول . وأنصت الجميع أيضا لصوت الروح أيضا . نسج الجوق السمفوني علاقة موسيقية فريدة مع خشبة مسرح العاصمة ، تماما كما ألف الجمهور الرباطي من مختلف الأعمار والأجناس أن يفاجئه دائما بأرقى المعزوفات التي تحمل نسائم عليلة تغذي الروح. ومن هذه المعزوفات "كونشرتو "الكمان للموسيقار بيتر اليتش تشايكوفسكى، وتألق فيه عازف الكمان الروسي يوري روفيتش تحت قيادة المايسترو أولغ ريتشكين. وروفيتش المزداد سنة 1991 بموسكو، أحد أمهر عازفي الكمان في الوقت الحاضر، بدأ العزف وهو ابن الخامسة، وفي سن السابعة التحق بالمدرسة المركزية للموسيقى بالعاصمة الروسية، وبعد سنوات من الدراسة، توج هذا الموسيقار، الذي يحتفي بعقده الثاني هذا العام، بالعديد من الجوائز في عدد من البلدان. وفي الجزء الثاني من هذه الأمسية الموسيقية الكلاسيكية، التي تندرج ضمن الموسم الفني 2010-2011 للجوق، الذي حط الرحال أمس بالدارالبيضاء وأول أمس بمكناس، عزف الجوق السمفوني الملكي "السيمفونية السادسة" للموسيقار الروسي بيتر اليتش تشايكوفسكى (1840-1893)، إحدى روائع هذا الموسيقار صاحب باليه "بحيرة البجع" و" كسارة البندق" و"الجمال النائم" وأوبرا "يوجين أفوجين". ويهدف الجوق السمفوني الملكي، الذي بصدد التحضير لتقديم سمفونية "المغربية" للمؤلف المغربي نبيل بنعبد الجليل، من خلال إحيائه لهذه الحفلات التي انطلقت بمراكش ثم الدارالبيضاء والرباط في أكتوبر الماضي، إلى التنوع في الأسلوب الفني الذي ينهجه من خلال برمجته لمعزوفات موسيقية مختلفة تنهل من أجمل الإبداعات الخالدة للموسيقى الكلاسيكية.العالمية.