كل الآلات حضرت وعلى أوتارها أنامل أفراد الجوق السمفوني الملكي عزفت وشنفت, مساء يوم الجمعة الماضي برحاب المسرح الوطني محمد الخامس, أسماع جمهور ذواق من كل الأعمار والأجناس . على مدى أزيد من ساعتين سافر الجوق السمفوني الملكي بقيادة أولغ ريشيتكن بعشاق الموسيقى الكلاسيكية, شيبا وشبابا نساء ورجالا ومن كل الأجناس والجنسيات إلى العوالم المخملية للقرن التاسع عشر عبر معزوفات موسيقية مختلفة تنهل من أجمل الإبداعات الخالدة. وقدم الجوق في بداية هذه الأمسية كونشيرتو للبيانو و»الأوركسترا في واو طفيفة» للموسيقار الألماني روبرت شومان (1810-1856), رفقة عازف البيانو يفغيني ميخائيلوف أحد أساتذة «العصر الفضي» للموسيقى الروسية, الذي شد بعزفه الناعم والساحر الجمهور الحاضر. ويعزف يفغيني ميخائيلوف, المزداد سنة 1973 بكدينة إيجفسك الروسية من عائلة من الموسيقيين والذي درس بكبريات المعاهد الروسية, منفردا على البيانو كما شارك في العديد من التظاهرات الموسيقية إلى جانب أركسترات عالمية وتحت إشراف ميستروهات مرموقين داخل روسيا وخارجها. وقدم الجوق في الجزء الثاني من هذه الأمسية الموسيقية الكلاسيكية «السمفونية رقم 1 في سي طفيفة , مرجع سابق 68» من تأليف برامز يوهانس, الذي قضى نحو أربعة عشر عاما في كتابتها, وقد عرض هذا العمل, الذي يستمر أداءه النموذجي بين 45 و50 دقيقة, لأول مرة يوم رابع نوفمبر 1876 في كارلسروه بألمانيا. وفي تقديمه لكتيب وزع بالمناسبة قال المايسترو, والمدير الفني للجوق, إن هذا الأخير اختار تنويع أساليب عزفه, إذ أنه لأول مرة سيقدم لجمهوره روائع من الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية تتطلب أداء فنيا دقيقا وموسيقيا من مستوى عال, وهو ما أبان عنه, فعلا, أعضاء الجوق الذين أبانوا عن حنكتهم وعلو كعبهم في هذا المجال. وأضاف أن «الجوق يقترح بالإضافة إلى العرضين الذي قدما مختارات من البالي بتعاون مع فرقة البالي لمسرح موسكو تقدم من خلاله رائعة باي «كاس -نوازيت» (كسارة البندق) للموسيقار الروسى تشايكوفسكى, وأيضا حفل للكمان مع عازف شاب لآلة الكمان والذي فاز بعدة جوائز على المستوى العالمي». كما سيقدم الجوق «السيمفونية السادسة», تحفة تشايكوفسكي وهي آخر أعماله التي ألفها قبل وفاته. وخلص إلى أنه يتم حاليا التحضير للسمفونية «المغربية» للمؤلف المغربي نبيل بنعبد الجليل, التي ولدت من رحم الموسيقى الكلاسيكية الخالصة بالإضافة إلى مزجها بالموسيقى الشعبية المغربية, مشيرا أن الجوق سيختتم هذا الموسم بعروض موسيقية ستعرف مشاركة المجموعة الصوتية المغربية وذلك احتفالا بالموسيقى وتقديمها في أكثر من أسلوب. يشار إلى أن الجوق السمفوني الملكي كان قد أحيى حفلين مماثلين الأربعاء بمراكش و الخميس بمدينة الدارالبيضاء أدى خلالهما روائع من الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية.