أكدت الحكومة الاسبانية أن المقاولات المحلية تولي اهتماما خاصا للاستثمار في المغرب، معتبرة أن الزيارة التي سيقوم بها وفد وزاري اقتصادي مغربي غدا الخميس إلى إسبانيا تشكل "فرصة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين". ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" عن مصادر بوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية اليوم الأربعاء، أن الحكومة الإسبانية "لمست اهتماما كبيرا من قبل المقاولات الإسبانية بالاستثمار في المغرب وخصوصا في مجال الطاقة الشمسية، وذلك بالنظر إلى إرادة هذا البلد الجار لتنويع مصادره الطاقية من خلال التركيز على الطاقة النظيفة". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بإمكان المغرب الاستفادة من التجربة الإسبانية في هذا المجال خاصة أن إسبانيا تعتبر بلدا رائدا في مجال الطاقات المتجددة. وأبرزت أن الزيارة التي سيقوم بها الوفد الوزاري المغربي تشكل "فرصة هامة لتعزيز العلاقات التجارية مع البلد الجار وهي العلاقات التي تتميز بميزان تجاري لصالح إسبانيا". وأضافت أن إسبانيا تعتزم خلال سنة 2011 توطيد الاتجاه التصاعدي الذي شهدته المبادلات التجارية الإسبانية المغربية التي بلغت خلال سنة 2010 ما مجموعه ستة ملايير و200 مليون أورو، في الوقت الذي بلغت فيه سنة 2009 سوى خمسة ملايير و400 مليون أورو. ووفق المصادر الدبلوماسية الإسبانية فإن "الوضع الذي تشهده عموما منطقة المغرب العربي حاليا لم يؤثر على اهتمام المقاولات الإسبانية بالبلد الجار"، مشيرة إلى "الاهتمام الكبير الذي توليه المقاولات الإسبانية للمغرب". وخلال زيارته لإسبانيا، سيشارك الوفد الوزاري المغربي غدا بالعاصمة الإسبانية في أشغال منتدى الأعمال الإسباني المغربي الذي سيخصص لبحث فرص الاستثمار بالمملكة والقطاعات الرئيسية التي يمكن أن تحظى باهتمام استثمارات المقاولات الإسبانية. وسيتميز هذا المنتدى الاقتصادي، المنظم بمبادرة من هيئتي أرباب العمل الإسبانية والمغربية، الكونفدرالية الإسبانية للمنظمات المقاولاتية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، بتقديم عدد من العروض القطاعية، فضلا عن تنظيم ندوة بمشاركة المنظمات والمقاولات والمؤسسات المالية في كلا البلدين. وحسب هيئة أرباب العمل الإسبانية، التي تضم حوالي مليون من المقاولات الإسبانية العمومية والخاصة تعمل في مختلف القطاعات الإنتاجية، فإن "المملكة المغربية تشكل سوقا تحظى بالأولوية بالنسبة للأنشطة المقاولاتية الإسبانية"، مبرزة أن منتدى الأعمال الإسباني المغربي يتوخى التعريف بالوضعية الراهنة وآفاق العلاقات المقاولاتية بين إسبانيا والمغرب. وأشار المصدر ذاته إلى أن القطاعات الرئيسية التي تحظى بالاهتمام تتمثل، بالخصوص، في البنيات التحتية والطاقة والاتصالات والنقل والبيئة والسياحة. وحسب الإحصائيات الأخيرة للمعهد الإسباني للتجارة الخارجية فإن إسبانيا تعد اليوم الشريك التجاري الثاني للمغرب حيث بلغ مجموع المبادلات التجارية المغربية الإسبانية أزيد من ستة ملايير أورو خلال سنة 2010. وبفضل أهميته الجيو-استراتيجية ودينامية واستقرار اقتصاده، يشكل المغرب أول وجهة للصادرات والاستثمارات الإسبانية في إفريقيا. وتبرز جاذبية السوق المغربية للاقتصاد الإسباني بتواجد متزايد للشركات الإسبانية في المغرب. وحسب المعهد الإسباني للتجارة الخارجية فإن الشركات الإفسبانية المتواجدة بالمغرب يتجاوز عددها 500 شركة، وتتوزع أنشطتها على جميع القطاعات الاقتصادية : الأبناك والطاقة والاتصالات والسياحة والمعادن والأغذية والملابس والنفط والغاز والعقار والبناء.