قالت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي إن الشباب المغربي مدعو اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى لعب أدوار أساسية في المساهمة بشكل جدي في تنمية وتطوير المغرب. وأضافت، في كلمة افتتحت بها اليوم الأربعاء بمراكش أشغال الملتقى السنوي الثالث لطلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية المنظم على مدى يومين تحت شعار "المهندس في خدمة التنمية المندمجة: محرك للتجديد والتحديث"، أن نجاح التنمية رهين بنوعية الموارد البشرية وأن المملكة في حاجة الى مهندسين في مختلف التخصصات ويتوفرون على كفاءات عالية وعلى روح المبادرة. وأوضحت أن المهندسين، نساء ورجالا، يعتبرون ملتقى طرق كل التحولات ومحركين للتنمية التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية، مبرزة أن هذه الشريحة مدعوة للتعاون مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والإداريين وذلك بغية ضمان نجاح الأوراش التنموية الكبرى التي يشهدها المغرب. واعتبرت السيدة نزهة الصقلي أن هذا الملتقى ينعقد في فترة تاريخية بالنسبة للمغرب ولمجموع دول المنطقة العربية، مشيرة إلى أن المملكة دخلت في إصلاحات هيكلية ودستورية هامة منذ سنة 1992 و1996 وكذلك من خلال الانتخاب الديمقراطي لحكومة التناوب سنة 1998 وعمل هيئة الانصاف والمصالحة وجبر الضرر الفردي والجماعي والإصلاحات التشريعية كمدونة الأسرة والشغل والجنسية. وقالت إن المغرب خطا، بفضل التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ما يخص حقوق الإنسان، خطوات مهمة نحو التنمية والتطور، موضحة أن الخطاب الملكي التاريخي للتاسع من مارس الماضي حول الإصلاحات الدستورية والجهوية المتقدمة يعد دعامة للحكامة الترابية. واستعرضت الوزيرة الانجازات التي تم تحقيقها من خلال الدور الكبير الذي لعبته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كشريك في السياسات العمومية في ما يتعلق بالمجال الإجتماعي، مشيرة إلى أن هناك تحديات يجب رفعها كالتسريع في وتيرة الاصلاحات خاصة منها محاربة ظاهرة الفقر والإقصاء وتشغيل الشباب وتوسيع مجال حقوق المرأة والطفل والشخص المعاق وتحسين الحكامة وإنجاح ورش الجهوية والتربية على المواطنة خاصة الشق الذي يهم الحقوق والواجبات، فضلا عن تقوية التماسك الإجتماعي والاستقرار. وأشارت باقي التدخلات إلى أن هذا الملتقى يعد منبرا للتحاور والتبادل بين مختلف الفعاليات الاقتصادية وفرصة للقاء مفتوح بين الطلبة المهندسين وعالم المقاولات، مبرزة أن الهدف يتجلى في خلق أرضية للتفكير واكتشاف حقيقة مهنة الهندسة من طرف المهنيين العاملين في هذا المجال إلى جانب استفادة المقاولات من الخبرة التي اكتسبها هؤلاء الطلبة خلال فترة تكوينهم بهذه المؤسسة العلمية. وسينكب المشاركون في أشغال هذه الدورة، المنظمة بمبادرة من رابطة الطلبة المهندسين للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، على مناقشة العديد من المواضيع تهم "كيف يساهم المهندس في وضع مختلف استراتيجيات التنمية المندمجة " و"كيف يمكن الانتقال من التفكير النظري الاستراتيجي إلى كل ما هو عملي تطبيقي لخدمة التنمية المندمجة" و "ما مدى فعالية تحديث البنيات التحتية في النهوض بالتنمية الاقتصادية". وتوفر المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، التي تأسست سنة 2000، التكوين لمهندسي دولة من ذوي المهارات العالية، من خلال تعليم صارم في مجال الهندسة وذلك من أجل اكتساب المعرفة الأساسية والمنهجية والدراية بالمهن الهندسية. وتقدم المدرسة مجموعة من التخصصات ك "الهندسة الكهربائية" و"هندسة الحاسوب"، و"الهندسة وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية"، و"الهندسة الصناعية والنقل والإمداد."