يصور كتاب "أسير حرب في زنازين الجزائر والبوليساريو"،الذي صدر مؤخرا بالدار البيضاء لمؤلفه علي عثمان،الكثير من أصناف المعاناة التي تكبدها المؤلف وعدد من زملائه الأسرى بعدد من المعتقلات المتفرقة بالجزائر. ويقدم هذا الكتاب،الذي يقع في أزيد من 340 صفحة من الحجم المتوسط وبلغة فيها من المرارة الشسء الكثير،سيرة من حياة المكابدة والمعاناة التي تعرض لها أسرى حرب مغاربة منذ غشت 1977 وإلى غاية شتنبر 2003 في السجون الجزائرية بصورة تتنافى كليا مع أبسط قواعد القانون والكرامة الإنسانية. وسواء تعلق الأمر بسجن مخيم الرابوني أو بالسجن العسكري الجهوي بالجزائر العاصمة أو بالبليدة أو بوغار أو غيرها،فإن معاملة هؤلاء الأسرى لم تكن تخلو من انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب والحقوق التي تكفلها لهم القوانين الدولية. ويسجل المؤلف العديد من نماذج هذه الانتهاكات من بينها السب واللكم وتجويع الأسرى وحرمانهم من الماء وتشغليهم قسرا في أوراش تنعدم فيها ظروف العمل الملائمة،فضلا عن إكراه هؤلاء الأسرى المغاربة على إعطاء تصريحات تقذف في وطنهم ومؤسساته. ويروي المؤلف أن هؤلاء الأسرى لم يسلموا من الآثار والانعكاسات الصحية والنفسية لتلك الانتهاكات الفظيعة،فكثير منهم لاقوا حتفهم بعد انعتاقهم من زنازين البوليساريو والجزائر،فيما واجه آخرون عدة أمراض من جراء ما تعرضوا له بعد عودتهم إلى الوطن،داعيا في هذا السياق إلى العناية بهذه الشريحة من الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة،ومتابعة تحركاتهم أمام الهيئات والمنظمات الدولية لفضح الانتهاكات التي تعرضوا لها فوق التراب الجزائري.