سلط لقاء نظمته أمس الخميس بالناظور عدة وسائل إعلامية محلية وجهوية ،الضوء على دور الصحافة الجهوية في مسلسل الجهوية المتقدمة والتنمية المحلية. وسعى هذا اللقاء الذي تميز بمشاركة منتخبين وجامعيين وفاعلين جمعويين ، إلى شرح الخطوط العريضة لمشروع الجهوية المتقدمة، ونمط مقاربة المشروع وآفاق تنفيذه على ضوء التغييرات التي تشهدها المملكة على كافة المستويات. في هذا الإطار اعتبر رئيس تحرير صحيفة " صوت الشمال" عبد الوهاب بنعلي أن تلك المبادرة تعكس إرادة المنظمين للمشاركة في الدينامية التي تشهدها المملكة على جميع الأصعدة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية، مضيفا أن اختيار موضوع اللقاء أملاه الدور الأساسي الذي تلعبه وسائل الإعلام، التي تعتبر مرآة للمجتمع في إنجاز أي إصلاح كيفما كانت طبيعته. وشكل اللقاء أيضا - حسب بنعلي - فرصة لإشراك السكان المحليين في النقاش الوطني حول الجهوية المتقدمة والإصلاح الدستوري الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا أنه يعتبر أيضا مساهمة في الجهود الهادفة إلى بناء " مغرب الجهات " يعزز حقوق الإنسان وحرية التعبير وإرساء المبادئ الديمقراطية. وفي مداخلة له خلال هذا اللقاء تطرق السيد محمد اليعقوبي ، الأستاذ بكلية الحقوق بسلا، إلى ركائز مشروع الجهوية المتقدمة موضحا أن هذا المشروع يقترح من بين نقاط أخرى تعزيز الديمقراطية التمثيلية، ودعم مساواة النوع، وتوسيع المشاركة المواطنة والنسيج الجمعوي وتقوية صلاحيات اتخاذ القرارات وسلطة التنفيذ لدى المنتخبين المحليين. ولاحظ أن التصورات المقترحة لنموذج الجهوية المتقدمة التي يدعو إليها المغرب مختلفة عن تلك المتبناة في بلدان أخرى على غرار إسبانيا وبلجيكا. وأكد أن الأمر يتعلق أساسا بجهوية متقدمة ترتكز على الاندماج الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي، وتستند على التكامل والتضامن بين مختلف الجهات. ومن جهته اعتبر السيد محمد بوجيدة ، عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، المجالس الإقليمية بمثابة مؤسسات تعاني من صعوبات بسبب الأدوار المناطة بها حاليا، وهو مايتطلب - في رأيه - تمكينها من وسائل وكفاءات أكثر أهمية ، في إطار الجهوية الجديدة ، بهدف جعلها أكثر فعالية. أما رئيس جهة تازةالحسيمة تاونات، السيد محمد بودرة ،فوصف المرحلة التي يجتازها المغرب ، والتي تتميز بتحولات سياسية كبيرة، ب"التاريخية"، وذلك عقب الإعلان عن مشروع الجهوية المتقدمة والإصلاح السياسي، مضيفا أن جهة الريف حققت مكتسبات كبيرة خلال العشر السنوات الأخيرة بعد المشاريع التي أطلقها جلالة الملك. ومن جهة أخرى اعتبر السيد بودرة أن الصحافة المحلية والجهوية لم تقم بالدور المنوط بها في التعريف بمشروع الجهوية المتقدمة كما قامت به في مايخص ورش الإصلاح الدستوري مضيفا أنه من الضروري أن تقوم تلك الصحافة بشرح مرتكزات النموذج المغربي في هذا المجال للرأي العام. وفي السياق نفسه أكد السيد منعم شوقي ، وهو فاعل جمعوي ، أن دور الصحافة المحلية والجهوية، يظل مركزيا في أي مبادرة للتنمية والإصلاح، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالجهوية. وأضاف أن ربح رهان تطبيق هذا المشروع المجتمعي يتطلب بالضرورة دعما من الصحافة الجهوية.