تواترت في الآونة الأخيرة التحذيرات، داخليا وخارجيا، من تأخر أشغال تحضيرات البرازيل لاستضافة مونديال 2014 لكرة القدم، في ظل عدم انطلاق أو تأخر عدد من مشاريع البنية التحتية المرتبطة بهذه التظاهرة الرياضية العالمية لاسيما على مستوى الملاعب والمطارات والنقل . وقد صدرت أبرز التحذيرات عن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، السويسري جوزيف بلاتر، الذي صرح، نهاية شهر مارس المنصرم، أن استعدادات البرازيل لاستضافة البطولة تسير بشكل بطيئ وحث البلد الجنوب أمريكي على الإسراع في بناء الملاعب بالمدن ال 12 المستضيفة للمونديال القادم. وحذر بلاتر من أنه في حال استمرار أشغال بناء وإصلاح وترميم الملاعب بالوتيرة الحالية، فإن مدينتي ساو باولو وريو دي جنيرو، حيث من المرجح أن تجري فيهما مباراتا الافتتاح والنهاية على التوالي، لن تكونا جاهزتين لاستضافة مباريات كأس القارات سنة 2013، التي ستشكل اختبارا حقيقيا لمدى جاهزية البرازيل ككل لاحتضان المونديال. ولم تكن تحذيرات السويسري جوزيف بلاتر الأولى من نوعها التي تصدر عن الاتحاد الدولي للعبة بشأن سير استعدادات البرازيل لاستضافة التظاهرة، حيث سبق أن انتقد الأمين العام للاتحاد، الفرنسي جيروم فالك، في ماي الماضي، تأخر انطلاق أشغال بناء وتجديد الملاعب التي ستقام عليها مباريات المونديال، ودعا حينها السلطات البرازيلية إلى حسن استغلال المهلة المتاحة للقيام بالمطلوب. بيد أن التحذيرات من تأخر أو بطء سير الاستعدادات لم ترد من الفيفا فحسب، بل صدرت من عقر الدار أيضا، حيث حذر أسطورة كرة القدم العالمية، بيلي، في فبراير الماضي، من أن بلاده قد تخجل من الطريقة التي تدير بها ملف كأس العالم، لاسيما بسبب التأخر في أعمال البنى التحتية وفي البحث عن الحلول الملائمة لمشاكل مرتبطة بالمواصلات والمطارات على الخصوص. وفي سياق ذي صلة، كشفت دراسة للمعهد البرازيلي للبحوث الاقتصادية، نشرت نتائجها الخميس الماضي، أن أشغال توسيع وإصلاح تسعة من أصل 13 من المطارات التي تخضع حاليا لأعمال تحديث لن تكون جاهزة قبل سنة 2017 إذا استمرت وتيرة سير الأشغال على إيقاعها الحالي. ويتعلق الأمر بالخصوص بمطارات مدن ساو باولو وماناوس وبورطو أليغري وبرازيليا وسالفادور وفورتاليزا، حسب الدراسة ذاتها، التي اعتبرت بالمقابل أن الأشغال بمطارات مدن كوريتيبا وريسيفي وريو دي جنيرو وناطال ستنتهي في الوقت المحدد لها إذا تم الحفاظ على وتيرة الأشغال الحالية. كما أضهرت الدراسة أن عشرة مطارات بالمدن المستضيفة لمباريات المونديال ستتشتغل فوق طاقتها الاستيعابية خلال التظاهرة، في حين كشفت أن غياب الاستثمارات الكافية في قطاع البنيات التحتية يعد من أبرز المشاكل بالنسبة لتطوير المطارات. بالمقابل، وفي مسعى منها لتبديد كل هذه المخاوف، حرصت السلطات البرازيلية، في أكثر من مناسبة، على التأكيد على سير الأشغال وفق ما هو مخطط لها، بل وعلى قدرة البلاد على تدارك بعض التعثرات الراهنة، لا سيما على مستوى ضمان مصادر تمويل المشاريع، وتنظيم مونديال ناجح. وفي هذا السياق، أكد وزير الطيران المدني البرازيلي، فاغنر بيتنكور، نهاية الأسبوع المنصرم، أن أشغال تطوير عدد من مطارات البلاد، في أفق احتضان المونديال، تسير وفق البرنامج الزمني المحدد، وأشار إلى أن الحكومة البرازيلية بصدد اتخاد إجراءات من شأنها تسريع وتيرة أشغال إصلاح وتوسيع هذه المطارات. وأبرز أن الشراكة مع القطاع الخاص ستكون من بين البدائل المطروحة لتسريع وتيرة الأشغال، في ظل استمرار عدد من المدن في البحث عن التمويلات الكافية لمشاريع البنى التحتية، وهو ما من شأنه التأثير على وتيرة إنجاز هذه المشاريع. أما وزير الرياضة، أورلاندو سيلفا،فقد صرح أن الاستثمار في قطاعي المواصلات والمطارات يشكل أولوية بالنسبة للحكومة البرازيلية خلال السنة الجارية، وأقر، مع ذلك، بأن مشكل النقل الحضري والجوي هو أكبر تحد أمام بلاده، بالنظر إلى حالات تأخر أو إلغاء الرحلات الجوية التي تشهدها باستمرار العديد من المطارات، وإلى كون 70 في المائة من المشاريع المتعلقة بتطوير البنية التحتية الخاصة بالنقل الحضري يتعين أن تنطلق في غضون السنة الجارية. وأكد أن أشغال المشاريع المتعلقة بالمونديال تسير بوتيرتها القصوى في 10 من أصل 12 مدينة المستضيفة لمباريات التظاهرة العالمية، موضحا أن التأخر سجل على مستوى مدينتي ناطال وساو باولو، التي خلقت نوعا من التخوف لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتبار أنها من المنتظر أن تحتضن مباراة الافتتاح بالملعب الجديد الذي يعتزم نادي كورينثيانز تشييده ولم تنطلق أشغاله بعد. وسيكون موضوع تطوير البنيات التحتية المتعلقة بالنقل الحضري والمطارات محور لقاء، ينتظر عقده قبل متم شهر أبريل الجاري، بين الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، وعمداء المدن وحكام الولايات المعنية بمباريات المونديال، حسب سيلفا.