شارك العديد من منظمي الرحلات السياحية والمهنيين الأمريكيين في القطاع السياحي، أمس الثلاثاء بنيويورك، في ورشة عمل نظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة بهدف الترويج لوجهة المغرب في السوق الأمريكية. وتوخى هذا اللقاء، المنظم تحت شعار "موروكن ترافل بازار"، إلى إطلاق حملة تواصلية واسعة حول النهوض بالقطاع السياحي المغربي، وكذا إبراز تنوع وغنى العرض السياحي للمملكة. والتقى مهنيو قطاع السياحة الأمريكيون العديد من نظرائهم المغاربة، حيث تمكنوا من تعميق معرفتهم بالخدمات المقدمة ضمن وجهة المغرب. وفي هذا الإطار، قال شكيب غدواني المسؤول بالمكتب الوطني المغربي للسياحة-مكتب نيويورك، إن هذه الورشة مكنت من إقامة "أرضية للقاءات بين المهنيين الأمريكيين والمغاربة". وأكد السيد غدواني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المغرب أصبح وجهة معروفة على نحو متزايد في الولاياتالمتحدة، وأن هذه الورشة مكنت كلا الطرفين من إقامة علاقات مهنية ". +سياحة الرفاهية.. قطاع في أوج ازدهاره في المغرب+ في ما يتعلق بطبيعة العرض السياحي المغربي، أشار المسؤول إلى أن المملكة تسعى حاليا إلى التركيز على قطاع السياحة الفاخرة، التي تتلاءم مع خصوصيات السوق الأمريكية. وأوضح السيد غدواني "نعمل على جعل المغرب يتموقع كوجهة للسياحة الفاخرة، خاصة على مستوى السوق الأمريكية"، مبرزا أن هذا الاختيار يبرره استقرار "العديد من العلامات التجارية المعروفة في المغرب، ولاسيما في أكاديرومراكش". وفي الواقع، فإن التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال السياحة خلال العقد الماضي أثار اهتمام العديد من منظمي الرحلات السياحية الراقية، مثل شركة "أبركرومبي أند كينت"، الرائدة في مجال السياحة الفاخرة، والتي أنشأت فرعا لها بالمغرب منذ ثلاث سنوات. وحسب المدير التنفيذي ل`"ابيركومبي أند كينت" بمراكش، جون بيرنار كودون، فإن عدد المؤسسات القادرة على استقبال زبناء الطبقة الميسورة يتزايد بالمغرب، الذي يزخر أيضا ببعض المعالم مثل فندق رويال منصور مراكش، الذي يعتبر واحدا من أجمل الفنادق في العالم". ويضيف السيد كودون قائلا، "نشرع حاليا في الحصول على الوسائل لجعل المغرب وجهة مفضلة في سوق السياحة الفاخرة". +مؤهلات المملكة في دائرة الضوء+ وقد تميز هذا الاجتماع أيضا بعرض المكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي يروم إطلاع الحضور على غنى التراث الثقافي المغربي، وتنوع عرضه السياحي، الذي يحتوي على المنتجعات السياحية والمدن التاريخية والسياحة الايكولوجية، أو حتى سياحة الاستجمام. وحظي هذا العرض باستحسان كبير من لدن المهنيين الأمريكيين الذي يرون فيه إمكانية لتوجيه خدماتهم إلى وجهة "متفردة" تقدم خدمات جيدة. وأشارت السيدة بالافي شاه عن وكالة الأسفار الأمريكية "أور بيروسنيل غيست" إلى أن وجهة المغرب تقدم تنوعا ثقافيا وإنسانيا غنيا إضافة إلى خدمة جيدة"، مشيدة بالجهود التي تبذلها المملكة لتحسين غنى عرضها السياحي. وفي نفس السياق، لاحظت السيدة كارولين كيم عن وكالة "باي سايد ترافل" أن المغرب يزخر بمؤهلات كفيلة بجعله يحظى بمكانة ضمن الوجهات المفضلة لدى الأميركيين، ولاسيما المكسيك ومنطقة الكاريبي. ولذلك، اعتبرت السيدة كيم أنه من الحيوي بالنسبة للمغرب أن يواصل تعزيز عرضه السياحي لدى المستهلكين الأمريكيين، وذلك بالنظر الى معرفة هؤلاء المحدودة بالمنطقة التي يتواجد فيها المغرب. يذكر أن هذه الورشة تندرج في إطار الاستراتيجية التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة للظفر بحصصها من السوق في سياق يتسم بالاهتمام المتزايد لمهنيي السياحة الأمريكية بوجهة المغرب، التي استطاعت جذب ما يقرب من 140 ألف سائح أمريكي سنة 2010، أي بنسبة 20 بالمائة مقارنة مع سنة 2009. ومن المقرر أن يتم يوم غد الخميس تنظيم ورشة مماثلة ببوسطن بهدف تعزيز وجهة المغرب لدى المهنيين المقيمين بهذه المدينة.