حذرت قناة (فوكس نيوز) الإخبارية الأمريكية من أن الأزمة الليبية وتنامي قوة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يشكلان خطرا على منطقة المغرب العربي، وهي وضعية تحيل على السياق الأفغاني في سنوات الثمانينات، والذي فسح المجال في ما بعد لبروز التوجه الإرهابي. وأكدت (فوكس نيوز) أن "جميع القادة الغربيين يتخوفون من شبح تهديد جديد ومتنام للقاعدة في شمال إفريقيا"، مشيرة في هذا الصدد إلى الخبير الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب، ريك نلسون، الذي أكد مؤخرا أمام لجنة الكونغرس المكلفة بالأمن الداخلي أن "مسلحي تنظيم قاعدة ينشطون في ليبيا". + مكافحة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تتطلب تعاونا إقليميا + وأكدت، في تحليل بعنوان "تحالف شمال إفريقي لإنقاذ ليبيا"، أن الوضعية السائدة حاليا في ليبيا، بالإضافة إلى حضور المتطرفين بها، تتطلب من بلدان الجوار تجاوز خلافاتها والتحلي بروح التعاون، بهدف "القضاء على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وأبرزت (فوكس نيوز)، في موقعها الإلكتروني، أن "المغاربة مقتنعون بضرورة إرساء شراكة مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، لأن البلدين عانيا معا من هذه الظاهرة"، مشيرة إلى أنه لا يمكن لأي أحد أن يسمح في الظرفية الراهنة بالاستغناء عن هذه الشراكة. + سياق إقليمي يتطلب تسوية نهائية لقضية الصحراء + وأضاف المصدر ذاته أن المشكلة التي تطرحها الأزمة الليبية وتهديد "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بالنسبة لشمال إفريقيا، يبرز الضرورة" الملحة" لأن تعمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على إيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي. وأكد كاتب هذا التحليل أحمد الشرع، عضو مجلس إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهو مركز تفكير مقره بواشنطن، أن "يتعين إيجاد تسوية سريعة لنزاع الصحراء عبر مفاوضات أممية متسارعة، وبدعم أمريكي، وعلى أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية والأمم المتحدة نفسها". وبعد أن أشارت إلى أن مسؤولين أمميين قاموا، في السنوات الأخيرة، بمساعي "غير ناجعة" في المنطقة، وكذا الخطر الإرهابي الذي يتهدد المنطقة المغاربية في مجموعها، حذرت (فوكس نيوز) من إيجاد مناخ إقليمي، هو أصلا هش، من خلال المشاركة المؤكدة، من قبل مصالح الاستخبارات الغربية، لمرتزقة (البوليساريو) في قمع الثورة الليبية. وأضاف المصدر ذاته أن زعيم الانفصاليين، محمد عبد العزيز، اعترافا منه بخدمات سابقة، "أرسل مئات المقاتلين المتمرسين إلى الجبهة الليبية" عبر التراب الجزائري، وذلك في وقت يعمل فيه المغرب على الوفاء بالتزاماته إزاء الشرعية والمجتمع الدوليين. وفي نفس السياق، كان الوزيرالليبي المستقيل المكلف بالهجرة، علي الريشي، قد أكد مؤخرا بواشنطن أن مرتزقة (البوليساريو) يوجدون من بين تجار الموت الذين تسللوا إلى ليبيا لزرع الإرهاب وإجهاض الثورة الليبية. وعبر المسؤول الليبي السابق، في هذا الاطار، عن "عميق تأثره وحزنه إزاء نفاق مرتزقة البوليساريو الذين يقومون بمثل هذا العمل المدمر، وهم الذين يقدمون أنفسهم كمقاتلين من أجل الحرية".