أكدت قناة (فوكس نيوز) الإخبارية الأمريكية، أمس الجمعة، أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الإرهابي يسعى إلى إيجاد منفذ على المحيط الأطلسي عبر الصحراء، من خلال اختراق وتقديم خدماته ل "البوليساريو". وحذرت (فوكس نيوز) من أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي "يريد ضمان منفذ على المحيط الأطلسي عبر الصحراء، وهو الهدف الذي لطالما استحضره مقاتلو هذا التنظيم الإرهابي في منتديات الحوار عبر الانترنت"، مسجلة أنه لتحقيق ذلك، وضع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، المتواجد بمنطقة شمال إفريقيا، استراتيجية تهدف إلى "اختراق وتقديم خدماته للبوليساريو". وأشارت القناة الإخبارية الأمريكية، استنادا إلى مصالح استخبارات بشمال إفريقيا، إلى أنه ما لا يقل عن "59 قائدا وعضوا من البوليساريو تورطوا مؤخرا في عمليات للقاعدة بمنطقة المغرب الإسلامي". ومن جهته، قال وليد فارس، وهو مستشار ل(فوكس نيوز) وعضو بارز ب"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، التي يوجد مقرها بواشنطن، "بما أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي استطاع اختراق أراضي بلدان مثل مالي وموريتانيا وكذا النيجر، فقد أبدت هذه المجموعة الإرهابية، بدون أي شك، اهتماما بتحريك خلاياها المكلفة بالاستقطاب بالصحراء (..)، بهدف تحقيق غايتها غير المعلنة بإقامة قواعد لها بالمنطقة. فهدفها هو خلق منطقة تكون شبيهة بالصومال أو اليمن". وسجلت (فوكس نيوز)، التي بثت تسجيلات فيديو غير مسبوقة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أن هذا التنظيم، الذي رأى النور بالجزائر، يتوفر على سجل قاتم من الهجمات التي ارتكبها بالمنطقة، مذكرة بأن هذه المجموعة كانت وراء الهجوم الانتحاري المزدوج الذي وقع بالجزائر سنة 2007، وأوقع 41 قتيلا، من بينهم عاملون بالأمم المتحدة. كما ذكرت (فوكس نيوز) بأن تقارير متطابقة تربط بين هذه المجموعة وبين محاولات تنفيذ هجمات كانت تستهدف سفنا حربية أمريكية تعبر مضيق جبل طارق وسفارة الولاياتالمتحدة بباماكو، إضافة إلى عمليات اختطاف مواطنين أجانب، وتنفيذ هجمات أدت إلى وقوع قتلى ببلدان المنطقة. وأبرز المصدر ذاته أن وثائق سرية حصل عليها مؤخرا موقع "ويكيليكس" تبرز الانشغال الكبير الذي تثيره تهديدات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، موضحا أن هذه البرقيات تطلب من السفارات الأمريكية بمنطقة الساحل جمع "معلومات حول تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومجموعات إرهابية أخرى" و"إعداد تقارير حول مخططاتها ونواياها بشن هجمات تستهدف مصالح الولاياتالمتحدة والبلدان الحليفة". وأضافت القناة الإخبارية الأمريكية أن هذه الوثائق تطلب أيضا جمع معلومات حول أسلحة الدمار الشامل و"الكشف عن أي مؤشر يوحي بأن مجموعات إرهابية دولية تريد أن تستعمل نزاعات سياسية أو عرقية أو قبلية أو دينية لمصلحتها الخاصة ". وصرح المدير التنفيذي ل"مشروع الاستقصاء حول الإرهاب" ستيف إمرن، ل(فوكس نيوز)، أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي لا تقلل الإدارة الأمريكية من خطورة تهديده، يشكل خطرا على الغرب والولاياتالمتحدة"، مذكرا بأن هذه المجموعة الإرهابية كانت قد استهدفت السنة الماضية مصالح أمريكية". وحذر هذا الخبير الأمريكي من أن "الأمر يتعلق بجبهة حرب جديدة بالنسبة للولايات المتحدة، تتطلب مواجهة قوية، لأن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يتوفر على إمكانيات تضعه في نفس المستوى مع تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية". واتفق إميرسون وفارس على أن الإدارة الأمريكية واعية بالتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، رغم أن "الاستراتيجية الوطنية الأمريكية لمكافحة الإرهاب تعاني من نقص على مستوى إدراك التهديد الاستراتيجي الذي يشكله تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي على المنطقة برمتها على مستوى الاستقطاب والتنسيق". وسجل وليد فارس أن "هناك انشغالا حول ما يقوم به تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ولكن ليس حول ما تستطيع هذه المجموعة الإرهابية القيام به وما ستقوم به في المنطقة". ومن ناحية أخرى، ركز محلل (فوكس نيوز) على ضرورة مواصلة المفاوضات حول الصحراء خدمة للسلام، مسجلا أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لن يتخلى رغم ذلك عن أهدافه ب"اختراق الصحراء والأسوأ من ذلك كذلك في حالة إقامة دولة للبوليساريو"، حيث حذر من أن الأمر يتعلق هنا "لا أكثر ولا أقل بالأهداف المعلنة للقاعدة".