افتتح أمس السبت بالدارالبيضاء، مركز طبي متعدد الإختصاصات لفائدة ضحايا العنف، وذلك في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي الهادف إلى رد الاعتبار للمناطق المتضررة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ويهدف المركز، الذي أشرفت عليه الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وبدعم من التنسيقية المحلية لبرنامج جبر الضرر بالحي المحمدي، إلى تأهيل وتمكين ضحايا العنف من الاستفادة من الرعاية في مجال المساعدة الطبية والصحة النفسية والترويض الطبي، إضافة إلى الحفظ الإيجابي للذاكرة والنهوض بأوضاع الأطفال والنساء. كما يتوخى المركز، الذي يستهدف الأشخاص المعاقين عقليا وجسديا وضحايا العنف بجميع أشكاله من ساكنة الحي المحمدي، توفير الترويض الطبي والعلاج الوظيفي بشكل مستدام، وتكوين فرق طبية ومساعدين اجتماعيين بغية مواكبة وتتبع حالات الأشخاص المتضررين، وتنظيم دورات تكوينية حول احتياجات ضحايا العنف، وكذلك إطلاق حملات توعية لإدماج أفضل لهذه الفئة. وأكد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد محمد الصبار، في تصريح للصحافة، أن هذه الخطوة تعد الانطلاقة الأولى على مستوى مدينة الدارالبيضاء، وأن هناك خطوات ومشاريع أخرى "ستشمل مناطق متعددة من المغرب التي شهدت في السابق نوعا من الحصار المكثف وانتهاكات في مجال حقوق الانسان"، مضيفا أنه على الرغم من البساطة الرمزية لهذه المشاريع فان دلالتها كبيرة وعميقة. ومن جانبه، قال رئيس الجمعية الطبية لجبر الضرر السيد عبد الكريم المانوزي، في تصريح مماثل، إن "هذا المركز يهتم على الخصوص برعاية ضحايا عنف النساء والمعاقين وضحايا التعذيب خلال سنوات الجمر". وقد تم إنشاء هذا المركز بفضل المجهودات التي بذلها مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان والدعم المستمر لشركاء برنامج جبر الضرر الجماعي (المجلس الوطني لحقوق الإنسان، صندوق الإيداع والتدبير والاتحاد الأوروبي) ومصالح عمالة الحي المحمدي عين السبع دائرة الحي المحمدي ومؤسسة التعاون الوطني. يذكر أن برنامج جبر الضرر الجماعي يسعى إلى إنجاز مجموعة من المشاريع الهادفة إلى رد الاعتبار للمناطق التي عانت من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الماضي والمساهمة في تنميتها والحفظ الإيجابي للذاكرة، وترسيخ روح جبر الضرر الجماعي وتحقيق الحكامة المحلية عبر دعم و تقوية قدرات الفاعلين المحليين. ويهم البرنامج مجموعة من المناطق كإقليم فكيك والرشيدية وورززات وزاكورة وطانطان وأزيلال والخميسات والحي المحمدي عين السبع والحسيمة والناظور وخنيفرة. وتتمحور المشاريع المنجزة في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي حول أربعة محاور رئيسية تتمثل في دعم قدرات الفاعلين المحليين والحفظ الإيجابي للذاكرة وتحسين شروط عيش السكان (تحسين الخدمات ، فك العزلة ، تطوير مداخيل بديلة، حماية البيئة) والنهوض بأوضاع النساء والأطفال.