قال السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة ورئيس مؤسسة "آنا ليند لحوار الثقافات"، إن التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية "ستعطينا فرصة جديدة لإعطاء أجوبة صحيحة وضافية عن القضايا السياسية التي تمت إدارتها فيما مضى بشكل سيئ وجاءت الإجابات عنها بصورة رديئة للغاية" وخاصة القضية الفلسطينية الإسرائيلية التى افتقدت لتحقيق السلام. وأوضح السيد أزولاي، في حديث خص به صحيفة "اليوم السابع" المصرية ونشرته اليوم السبت، أن هذه التغييرات تمثل أيضا انطلاقة مهمة نحو مستقبل أفضل لضفتي المتوسط وتعد بمستقبل أفضل وواعد لكل المنطقة. وأضاف أنه تتم اليوم إعادة تشكيل جذري للساحة الإيديولوجية السياسية مع بروز دور أكبر فاعلية لجيل الشباب الذين يقومون بفرض قيمهم ورؤيتهم للمستقبل، مبرزا أنه يرى في كل هذا عناصر تبعث على التفاؤل والثقة فى تجديد الحيوية السياسية داخل المنطقة بفضل هذه التغييرات التي تعد مرتكزا هاما يعد بمستقبل واعد للجميع. وتابع السيد أزولاي أنه "في ظل هذا الزخم الشديد الذي نشهده جميعا في المنطقة العربية وخارجها، اكتشف العالم الغربي أخيرا أن الديمقراطية باتت تكتب باللغة العربية وأن الكرامة أصبحت تصنع بسواعد العرب والمسلمين والعدالة ملك مشترك لنا جميعا"، مؤكدا أن "هناك مشهد جديد يتم فرضه اليوم من أجل مستقبل أفضل". واستبعد السيد ازولاي تأثير بعض التيارات الراديكالية التي ظهرت عقب عدد من الثورات العربية، وخاصة في مصر، على حوار الحضارات، مذكرا بتصريح للمفتي المصري الشيخ علي جمعة أكد فيه أن الدين بشكل عام يعد من دعائم النظام المصري ولكن بما يساهم فى تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة، بالإضافة لكونه قادرا على خلق مجتمع أكثر تفتحا نحو تحقيق المزيد من الديمقراطية. وشدد على أن هذا العداء المتنامي للسلام في الغرب لم يعد مقبولا، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل "استنكار ومقاومة هذا الاتجاه المتردي الذي تظهر به للأسف صورة العالم الغربي فيما يتعلق باضطهاد الإسلام". وذكر رئيس مؤسسة "آنا ليند لحوار الثقافات" أن القضية الفلسطينية قضية محورية للغاية وستظل كذلك دائما ويتعين التعامل معها بمزيد من الطموح والابتكار وبمزيد من العدالة أيضا، معتبرا أن ما يحدث اليوم فى المنطقة العربية هو بمثابة دعوة لليقظة من أجل إعادة مراجعة وتقييم الموقف بما يسمح بإدراك ما فاتنا في الماضي ولإعطائنا فرصة حقيقية لتحقيق السلام". وكان السيد أندري أزولاي قد شارك، مؤخرا، بالقاهرة في المؤتمر الأول للحوار الإعلامي الغربي الى جانب نخبة من الشخصيات العالمية البارزة من ضمنها السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والسيدة جونيللا كارلسن سفيرة السويد للتنمية والتعاون الدولي والسيد جورج سمبايو الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات والسيدة ترينيداد خيمينز وزيرة الخارجية الأسبانية. وأكد السيد أزولاي في الكلمة التي ألقاها خلال هذا الحدث أن العالم العربي يشهد نهضة حقيقة تنادي بقيم عالمية وانطلاقة وخروجا من الوضع القديم نحو التغيير. واستعرض التحديات التي تواجه العالم العربي والغربي والتي تعد "صدام جهل" وليس "صدام حضارات"، لافتا إلى أن التاريخ يطرق أبواب العرب و الأوروبيين حتى لا يفوتوا هذه الفرصة لبناء مستقبل مشترك معا مبني على قيم مشتركة مثل التمدن و التنوع والعدل، معبرا عن تفاؤله وثقته بمستقبل ما يحدث فى المنطقة العربية. وقد أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى بالجهود التي يبذلها السيد أندري أزولاي على رأس مؤسسة "آنا ليند" من أجل مد الجسور بين الثقافات والمجتمعات الغربية والعربية، مؤكدا أن هذا التوجه من الجامعة في اختيار السيد أزولاي وترشيحه لتولي منصب رئيس هذه المؤسسة يعكس التشبث العربي بقيم التسامح والحوار بين الأديان. ونظم المؤتمر تحت شعار " عهد جديد في العلاقات العربية الغربية" بالتعاون بين جامعة الدول العربية ومؤسسة "آنا ليند" لتحالف الحضارات ومؤسسة "ميديا تينور" والمعهد السويدي بالإسكندرية وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة. وشارك فيه أيضا نحو 150 من الإعلاميين وصناع القرار والأكاديميين من العالم العربي واوروبا وأمريكا الشمالية، لمناقشة وفحص الاحداث التاريخية التي تشهدها المنطقة العربية منذ مطلع العام الحالي وانعكاساتها على العلاقات الثقافية داخل المجتمعات وفيما بينها.