أكد المستشار في الأمن الغذائي بالأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي محمد إسماعيل أن تكثيف مجال البحوث العلمية المتعلقة بالصحة الحيوانية والمحافظة على البيئة والصحة العمومية، سيساهم بشكل كبير في تأمين الأمن الغذائي واستقرار دول المنطقة المغاربية. وأضاف السيد إسماعيل ، اليوم الجمعة ، في افتتاح أشغال المؤتمر الطبي البيطري المغاربي ال28 الذي تنظمه الجمعية الوطنية للأطباء البياطرة بالمغرب تحت شعار "دور العلوم البيطرية في حماية البيئة والصحة العمومية"، أن الزيادة في الإنتاج بالمنطقة المغاربية لا يمكن لها أن تتأتى دون مواكبتها بسياسات بيئية تحافظ على الموارد الطبيعية من الاستنزاف والتدهور ومعالجة المنظومات الهشة، ضمنها الغابات والمراعي والأراضي المنتجة. وبعد أن أوضح أن الاتحادات المهنية ، على غرار اتحاد التنظيمات الطبية البيطرية المغاربية ، ستساهم في بناء الاتحاد المغاربي، أكد السيد إسماعيل أن حماية الثروة الحيوانية والمحافظة على البيئة والصحة العمومية وتكثيف تبادل التجارب والمعطيات حول الأمراض الحيوانية بهذه المنطقة، من شأنها تأمين الصحة والرفاه للمواطنين المغاربيين وضمان الإستقرار بدول المنطقة. وأجمعت باقي التدخلات على الدور الهام الذي يلعبه الطبيب البيطري في المحافظة على البيئة والصحة العمومية وحماية المستهلك، مبرزة التطور العملي الذي حققه الطب البيطري على المستوى العالمي. وأضافت أن الاتحاد المغاربي لجمعيات البياطرة يبذل جهودا حثيثة لمواكبة التطورات التي يعرفها العالم في هذا المجال، ومستعد لرفع كل التحديات المطروحة في ظل عولمة الاقتصاد. ولاحظ المتدخلون ، من جانب آخر ، أن هشاشة تطبيق القوانين المرتبطة بالمجال البيطري والاستعمال المفرط للمواد البيطرية والبيع غير القانوني لها وانتشار الأمراض والأوبئة، يمكنها أن تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، داعين ، في هذا الصدد ، الدول المغاربية الى ضرورة توحيد الرؤى وخلق مناخ للتعاون لمواجهة هذه الوضعية. وسيتناول المشاركون في هذا المؤتمر المنظم ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، على مدى يومين، ثلاثة محاور رئيسية تهم "ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية والطفيلية في الطب البيطري"، و"أنظمة مراقبة مخلفات العلاجات البيطرية"، و"أفضل وسائل التصرف في النفايات من أصول حيوانية". وموازاة مع هذا المؤتمر، ستنظم أربع ورشات عمل متخصصة ترتبط ب "مراقبة الأمراض المتنقلة عبر الوسائط وسبل مقاومتها والوقاية منها"، و"آخر المستجدات في ميدان تلقيح الدواجن"، و"التقنيات الحديثة المخبرية الجارية للمساعدة على التقصي في العيادات البيطرية"، و"ضمان جودة منتجات مذابح الدواجن". ويحضر هذا الملتقى العلمي المغاربي حوالي 500 مشارك يمثلون الجمعيات البيطرية الوطنية الأعضاء في الاتحاد المغاربي لتنظيمات الأطباء البياطرة، والمهنيون العاملين في مجال تربية الحيوان والصناعات الغذائية بدول اتحاد المغرب العربي، بالإضافة إلى دكاترة بيطريين وباحثين مختصين في مجال الوقاية من الأمراض الحيوانية وفي تنمية تقنيات التربية. تجدر الإشارة الى أن آخر دورة لمؤتمر الاتحاد نظم بمدينة الحمامات بتونس خلال شهر أبريل 2010.