أحيت ساكنة إقليمخنيفرة، وفي مقدمتها أسرة المقاومة، أمس الأربعاء، الذكرى ال90 لوفاة الشهيد موحا أو حمو الزياني. وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة في تاملاكت حيث يوجد قبر الشهيد موحا أو حمو الزياني (حوالي 50 كلم من خنيفرة)، إن تخليد هذا الحدث مناسبة لاستحضار التضحيات التي بذلها من أجل الوطن هذا الوجه البارز ورمز النضال الوطني ضد الاستعمار. وأضاف أن الاحتفال بهذا الحدث يهدف أيضا إلى تسليط الضوء على الملاحم التي ميزت تاريخ المملكة وبالتالي المساهمة في صيانة ذاكرة المقاومة الوطنية من أجل نيل الاستقلال. وتوقف السيد الكثيري عند مختلف المعارك التي خاضها هذا المقاوم البطل خارج جهتة بما في ذلك الشاوية والسايس وزمور وزعير وواد زم، مذكرا برفض موحا أو حمو الزياني لأي التزام مع قوات الاحتلال على الرغم من الإغراءات المقدمة له. وشدد المندوب السامي على أهمية استخلاص العبر من طرف الجيل الجديد والمتمثلة في ملاحم ورموز المقاومة ومن بينها موحا أو حمو الزياني. ورحب مختلف المتدخلين باسم عائلة الشهيد ومجلس الجماعة القروية أكلمام أزيكزا، التابعة لتاملاكت، بهذه المبادرة المحمودة لتخليد هذه الذكرى سنويا، معتبرينها فرصة لتسليط الضوء على دور خنيفرة في مقاومة الاحتلال. وبعد أن أبرز المتدخلون الصفات والقيم التي تحلى بها موحا أو حمو الزياني، ووطنيته وشجاعته وقدرته على تنظيم المقاتلين من مختلف قبائل الجهة، أثنوا على المجهودات المبذولة الرامية إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتحسين أوضاع أفراد المنتمين إلى أسرة المقاومة. وتم خلال هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره، بالخصوص، الكاتب العام لعمالة الإقليم وأفراد أسرة المقاومة وعائلة الشهيد والسلطات المحلية والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية والفاعلون في المجتمع المدني، تكريم ثمانية مقاومين من قدماء المقاومة بالإقليم. وكان الحضور قد زاروا قبر الشهيد موحا أو حمو الزياني للترحم على روحه الطاهرة. ويعد الشهيد موحا أو حمو الزياني من أبرز وجوه الحركة الوطنية، وقد ازداد سنة 1857 في أيت حركات (قبيلة في خنيفرة). وشكل هذا المناضل الشهم سدا منيعا أمام الأطماع الاستعمارية في جبال الأطلس المتوسط على الرغم من الوسائل المتواضعة من حيث الأسلحة المتوفرة، على عكس الجيش الفرنسي الذي كان يتحرك بمقومات هائلة. ويقترن اسمة أساسا بمعركة الهري (نونبر 1914) وهي الملحمة التاريخية التي ستظل منقوشة في الذاكرة الوطنية.