خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وسكان إقليمخنيفرة، امس الاثنين، الذكرى ال`96 لمعركة الهري المجيدة، التي تظل إحدى الأحداث البارزة في تاريخ الحركة الوطنية ضد المستعمر. وبهذه المناسبة، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجانا خطابيا بالجماعة القروية الهري، بحضور عامل الإقليم السيد أوعلي حجير والمنتخبين والسلطات المحلية وأعضاء أسرة المقاومة وفعاليات محلية. واستهل هذا اللقاء بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح "شهداء الواجب الوطني"، الذي قضوا على يد عصابات إجرامية، خلال الأحداث التي شهدتها مؤخرا مدينة العيون. وندد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، بالمناسبة، بالأعمال التخريبية التي شهدتها العيون على يد عصابة من المجرمين والانفصاليين المأجورين من طرف المخابرات الجزائرية. وأدان السيد الكتيري أيضا عملية الاختطاف التي تعرض لها السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود من قبل ميليشيات (البوليساريو) بعد أن أعرب عن دعمه لمشروع الحكم الذاتي، داعيا إلى التدخل من أجل إطلاق سراح هذا المناضل وجميع المحتجزين في مخيمات العار بتندوف. وأشاد المندوب السامي، من جهة أخرى، بمضمون الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال`35 للمسيرة الخضراء، مشددا على التعبئة الدائمة لأسرة المقاومة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وفي معرض تأكيده على الأهمية التاريخية والدلالات التي يتعين أن تستفيد منها الأجيال الجديدة من معركة الهري، أبرز السيد الكثيري الشجاعة وروح الوطنية التي أبداها المجاهدون والوطنيون بالمنطقة خلال معركة الهري، وفي مقدمتهم البطل موحا أوحمو الزياني. كما توقف عند الهزيمة والخسائر الثقيلة التي لحقت الأسلحة كما هو الشأن بالنسبة للأرواح البشرية، والتي تسببت فيها القوات الاستعمارية أثناء هذه المعركة، مستحضرا شهادات قادة الجيش الفرنسي خلال تلك الفترة، والتي أبرزوا عبرها الروح الوطنية للمغاربة. من جهتهم، أشاد مختلف المتدخلين، خلال هذا اللقاء، بالمكتسبات والجهود المبذولة من أجل تحسين ظروف عيش أسرة المقاومة، مؤكدين أن الاحتفال بهذا الحدث الذي يظل إحدى المواعيد البارزة في تاريخ المغرب، تمنح مناسبة لتذكر قيم الاعتزاز والوطنية التي تسود خلال تخليد هذه المعركة وصور البسالة التي تكتنزها، والتضحية خدمة للوطن والتشبث بالعرش العلوي المجيد. وتم بنفس المناسبة، تكريم سبعة من المقاومين بالإقليم عرفانا بتضحيتهم في سبيل الوطن. كما تم توزيع مساعدات على بعض أعضاء أسرة المقاومة، بمبلغ إجمالي يقدر ب`59 ألف درهم. وفي الختام، تم القيام بزيارة لورش مشروع بناء متحف وفضاء مخصص لأسرة المقاومة، والذي تقدر تكلفة إنجازه ب``9ر2 مليون درهم. وسيحتضن هذا المعرض، الذي سيتم إنجازه في إطار اتفاقية أبرمت بين المندوبية السامية ومجلس جهة مكناس-تافيلالت والمجلسين الإقليمي والبلدي لخنيفرة ومجموعة من مجالس جماعات الإقليم، معرض الوثائق والمخطوطات التاريخية، والمعدات القديمة، والأشياء والأسلحة المستعملة في المقاومة ومحاربة قوات الاستعمار بالإقليم. كما سيضم خزانة، وفضاء للتواصل بين المقاومين القدامى وأعضاء جيش التحرير بالمدينة، وقاعة للاجتماعات، وقاعة متعددة الوسائط ومركز للتكوين والتأهيل في مجالات التشغيل الذاتي وخلق المقاولات الصغرى والمتوسطة من طرف أبناء قدامى مقاومي المدينة.