ترأس المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، أمس الأربعاء، بجماعة تاليليلت (إقليم الدريوش) مهرجانا خطابيا بمناسبة تخليد ال89 لمعركة أنوال المجيدة. وأبرز السيد الكثيري، الذي كان مرفوقا بعامل إقليم الدريوش السيد جمال خلوق المعاني والدلالات العميقة لتخليد هذه الذكرى التي تحتفي بالنصر الذي حققه في 21 يوليوز 1921 المقاومون الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي على قوات الاحتلال الإسباني. وأضاف أن تخليد هذه الذكرى الوطنية المجيدة يشكل مناسبة للإشادة بشجاعة وروح التضحية التي أبان عنها الأسلاف من أجل استعادة الحرية والكرامة. وكان الجنرال سلفستر، الذي كان يقود نحو 60 ألف عنصر من الجيش الإسباني، قد أصدر أمرا بتركيز معظم قواته بموقع المعركة ، معتمدا على عدد كبير من الجنود والأسلحة الحديثة. وكان الجنرال متيقنا من قدرته على سحق المقاومة، لكن شجاعة المقاومين وإيمانهم وحسن التنظيم الذي كان يميزهم رجح كفة المعركة لصالح المقاومين. وقد تكبد الجيش الإسباني خلال هذه المعركة هزيمة نكراء اتخذت شكل كارثة وطنية في إسبانيا، مما شكل نهاية أسطورة الجيش العصري ذي التفوق الساحق. وأبرز السيد الكثيري في هذا الاتجاه أهمية تلقين الأجيال الصاعدة دلالات ودروس هذا الحدث المضيئ في تاريخ المملكة والعمل على تكريس ثقافة الوطنية وقيم المواطنة الإيجابية. وأضاف أن معركة أنوال، التي تعد أول انتفاضة واسعة المدى ضد المحتل وكان لها صدى خارج حدود المغرب، تمثل إحدى مراحل المسلسل الطويل للكفاح الوطني الذي قام به الشعب المغربي للدفاع عن سيادة البلاد وقيمها المقدسة. كما ذكر، بهذه المناسبة، بالجهود التي تبذلها المندوبية السامية للحفاظ على الذاكرة الوطنية، خاصة عبر إحداث متاحف المقاومة وتجميع المعطيات وكتابة تاريخ الحركة الوطنية وجيش التحرير، إلى جانب تنظيم ندوات وملتقيات علمية. وبتخليد ذكرى معركة أنوال، يضيف السيد الكثيري، تجدد أسرة المقاومة التأكيد على تعبئتها الثابتة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ومواصلة مسيرة التنمية، مشيدة بمبادرة منح الحكم الذاتي الموسع للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية لوضع حد لنزاع مصطنع طال أمده. وأبرز باقي المتدخلين المكتسبات التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة وجيش التحرير وثمنوا التطور الذي تشهده المملكة في مختلف القطاعات تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك . وتم، خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور أعضاء المجلسين الوطني والإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومنتخبين وممثلي السلطات الإقليمية، تكريم ثلاثة مقاومين من إقليم الدريوش، فضلا عن توزيع مساعدات مادية على أربعين من المقاومين أو ذوي الحقوق.