أقامت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجانا خطابيا كبيرا بمناسبة الذكرى 431 لمعركة وادي المخازن بالقرب من مدينة القصر الكبير. وقد استحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري في كلمة خلال هذا المهرجان الخطابي، الذي أقيم بجماعة السواكن حيث جرت المعركة في مثل هذا اليوم من سنة 1578، عبر ودلالات هذه الملحمة العظيمة التي تشكل محطة مضيئة في تاريخ دفاع ملوك وسلاطين المغرب عن الأمة وصون الوطن وحماية سيادته ووحدته. وأبرز السيد الكثيري خلال هذه الكلمة أن المعركة، التي اصطلح على تسميتها بمعركة الملوك الثلاث، أكسبت المغرب مجدا نادرا، نظرا لما حققه المغاربة من انتصار مبين على أعدائهم ومنحت هيبة وصيتا للمملكة، ووضعت المغرب في المكانة التي يستحقها بالقارة الإفريقية وحوض البحر الأبيض المتوسط. وأكد عدد من المتدخلين خلال هذا المهرجان أن دلالات هذه الملحمة ستبقى راسخة عبر القرون في أذهان المغاربة لكونها أرخت لبطولات نادرة تبين القيمة الحقيقية للتلاحم الأبدي بين العرش والشعب. وقد تم خلال هذا الهرجان الخطابي تكريم أربعة من قدماء المقاومين وجيش التحرير من أبناء منطقة العرائش، من الذين ضحوا بالغالي والنفيس في الدفاع عن المغرب ضد الاستعمار الغاشم. كما أقامت المندوبية السامية معرضا للكتب والمطبوعات التي تتحدث عن تاريخ المغرب في الدفاع والمقاومة ضد المحتلين، والتي تعرض بالتحليل والشرح عدد من المعارك الوضاءة التي حقق فيها المغرب نصرا بينا على أعدائه للدفاع عن مقدسات الدين والوطن. كما قام السيد مصطفى الكثيري، الذي كان مرفوقا بعامل إقليمالعرائش السيد محمد الأمين المرابط الترغي وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، بتدشين المقر الجديد للجماعة القروية السواكن للنهوض بمستوى وجودة الخدمات العمومية. ويمتد هذا المقر، الذي تطلب إنجازه استثمارا بقيمة مليون و 467 ألف درهم، على مساحة 290 مترا، ويضم طابقين و10 مكاتب وقاعة كبرى للاجتماعات. وفي ختام هذا الحفل، تليت آيات بينات من الذكر الحكيم بضريح السلطان عبد المالك السعدي، بطل معركة وادي المخازن، حيث ترحم الحاضرون على الأرواح الطاهرة لشهداء الوحدة والاستقلال وفي مقدمتهم جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيق دربه في الكفاح من أجل الاستقلال ووريث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني.