خلصت أشغال المؤتمر الوطني الثاني للأنكولوجيا الطبية الذي احتضنته أكادير، إلى أن تطور طب الأنكولوجيا بالمغرب رهين بتطوير آليات البحث العلمي، من خلال تضافر جهود جميع المراكز المختصة في تشخيص وعلاج الأورام السرطانية. وأبرز البروفيسور حسن الريحاني، رئيس الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية، التي نظمت هذا اللقاء العلمي تحت الرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى رئيسة جمعية (للا سلمى لمحاربة داء السرطان)، أن نقاشات الورشات التي عرفت مشاركة باحثين واختصاصيين في طب الأنكولوجيا مغاربة وأجانب، أكدت أن تنسيق المعطيات المحصلة على مستوى المراكز العلاجية المختصة، تساهم في إثراء البحث العلمي والخروج بنتائج ذات بعد شمولي. وأشار في هذا السياق، إلى أن الجمعية، ستقوم بإرسال مجموعات تختص بالبحث في مختلف جهات المملكة، من أجل تجميع معطيات أكثر دقة حول الحالات الاستشفائية وكذا الخصائص البيولوجية لمختلف أنواع السرطان، وذلك في أفق وضع سجلات تخص أساسا داء سرطان الثدي الذي يتسم بإشكالات تشخيصية وعلاجية، بالنظر لتعدد أنواعه. كما تطرقت أشغال ورشات اللقاء العلمي، يضيف البروفيسور الريحاني، إلى أبحاث مهمة في مجال علاج سرطانات الثدي والقولون والرئة، مبرزا أن هناك أدوية جديدة تستجيب للخاصيات البيولوجية لتطور كل نوع، مما مكن من تحسين ظروف العيش لدى المصابين من 20 إلى 80 بالمائة، ومسجلا في الوقت نفسه إشكالية غلاء الأدوية التي تطرح بالنسبة للدول المتقدمة والنامية على حد سواء. ويظل التحدي المطروح أمام البحث العلمي، حسب البروفيسورالريحاني، متمثلا في التخفيض من تكاليف علاج الحالات المرضية وبالتالي تيسير ولوج المصابين إلى الأدوية. وقد ناقشت أشغال ورشات المؤتمر الوطني الثاني لطب الأنكولوجيا، الذي نظم بشراكة مع عدد من الجمعيات العلمية الأجنبية منها جمعية الأنكولوجيين الطبيين وجمعية التعليم وبحث الأطباء الأنكولوجيين الداخليين بفرنسا، مواضيع حول مستجدات تشخيص وعلاج مختلف أشكال سرطانات الثدي والقولون والمستقيم. وقد عرف طب الأنكولوجيا، باعتباره طب الأورام السرطانية، تطورا خلال العقود الأخيرة بالمغرب، من خلال تحسين التكفل والمتابعة العلاجية، فضلا عن تطوير حياة المصاب بالسرطان. وتعد الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية، التي تأسست سنة 2008، ملتقى للأطباء المقيمين والأخصائيين، إلى جانب أساتذة طب الأنكولوجيا والباحثين، وتسعى إلى المساهمة الفعالة في تكوين الأطباء المقيمين وتنمية البحث الطبي في مجال طب الأنكولوجيا.