تعقد "الجمعية المغربية للبحث والتكوين في الأنكولوجيا الطبية" الدورة الثانية للمؤتمر الوطني للأنكولوجيا الطبية، من 18 إلى 20 مارس الجاري، في مدينة أكادير، بشراكة مع العديد من الجمعيات العلمية الأجنبية. منها جمعية الأنكولوجيا الطبية الإيطالية، وجمعية التعليم والبحث في الأنكولوجيا للأطباء الداخليين بفرنسا، المعروفة اختصارا ب(AERIO)، إضافة إلى المشاركة المغاربية والفرنسية، تحت الرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى. وتهدف الدورة الثانية للأنكولوجيا الطبية إلى تبادل للتجارب والخبرات، وترسيخ مكانة الأنكولوجيا الطبية، من بين تخصصات طبية أخرى، موازاة مع ما يعرفه مجال محاربة السرطان من تطور في المغرب. وقال البروفيسور حسن الريحاني، رئيس "الجمعية المغربية للبحث والتكوين في طب الأورام السرطانية"، بمناسبة الإعلان عن تنظيم المؤتمر، خلال لقاء صحفي، إن الدورة الثانية للمؤتمر تهدف إلى الإسهام في التكوين الطبي المستمر للاختصاصيين، والنقاش حول جديد العلاجات المبتكرة في علاج عدد من الأمراض السرطانية، أبرزها سرطان الثدي والقولون والمستقيم. وأكد الريحاني أن إيلاء الأهمية للنوعين المذكورين يعود إلى أن سرطان الثدي يعتبر أول نوع للإصابة لدى النساء في المغرب، يليه سرطان عنق الرحم، مبينا أن هذا النوع وحده يتطلب علاجات دقيقة تختلف بين حالة إصابة وأخرى، تبعا لوجود ما يعرف بسرطان الثدي الثلاثي السلبي. وذكر الريحاني أن عددا من الأمراض السرطانية في المغرب أضحت أكثر قابلية للشفاء بفضل الاكتشاف المبكر للداء، وقبل بلوغه المراحل المستعصية، مبينا أن المغرب يتوفر، حاليا، على طاقم طبي مكون في المجال، يساير مجريات البحث العلمي والبروتوكولات العلاجية. وأكد توفر المغرب على آخر العلاجات المبتكرة في مجال الأمراض السرطانية، المشهورة بنجاعتها وسلامتها، وأن معدل الشفاء بواسطتها يمكن أن يصل إلى 80 في المائة بالنسبة لسرطان الثدي، كما هو الأمر بالنسبة إلى سرطان القولون. ويتضمن برنامج الملتقى العلمي مناقشة مواضيع تتعلق بآخر المستجدات التشخيصية والعلاجية في مجال التكفل الطبي بمختلف أشكال سرطانات الثدي والقولون والمستقيم، ستساهم فيها شخصيات علمية بارزة، وطنية، ومغاربية، وأجنبية، مع تخصيص جلسة للبحث الكلينيكي، الذي يعتبر خاصية في طب الأورام السرطانية، يليها عرض حصيلة الوضع الراهن والآفاق المستقبلية في هذا المجال بالمغرب، إلى جانب التطرق إلى تكوين أطباء الأنكولوجيا الشباب. والأنكولوجيا الطبية، تخصص طبي يرتبط بالعلاج الطبي للأورام الخبيثة، وعرف تطورا مهما خلال العقود الأخيرة، مكن من تحسين التكفل والمتابعة العلاجية، عبر العالم، ما سمح بتطوير جودة حياة المصاب. ويوجد هذا التخصص، منذ 45 سنة في الولاياتالمتحدة، ومنذ 32 سنة في أوروبا، حيث عرف تطورا كبيرا، كما سجل في المغرب نموا متواصلا، مقارنة مع ما كان عليه قبل سنوات، إلا أن عدد خريجي الأنكولوجيا الطبية الموزعين على القطاعين العام والخاص يظل محدودا في المغرب، إذ أن دبلوم الأنكولوجيا الطبية لم ينطلق إلا سنة 2004 في كلية الطب بالرباط. يشير برنامج المؤتمر إلى تخصيص حيز مهم للنقاش حول سرطان الثدي والعلاجات الجديدة، وسيكون في صلب النقاش، باعتباره أول سرطان عند المرأة بالمغرب، إلى جانب الحديث عن التكفل بسرطان الكلي، وسرطانات الكلي السلبية الثلاثية، وعن علم الأنسجة، وسرطانات الثدي الثلاثية السلبية.