أكد خبراء وأطباء متخصصون مغاربة وأجانب، اليوم السبت بالصخيرات، أن التخصص في مجال الانكولوجيا الطبية بالمغرب عرف خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا مكن، ليس فقط من تحسين طرق العلاج، ولكن أيضا من تحسين جودة الحياة بالنسبة لمرضى السرطان. وأوضح المشاركون، بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني الأول للأنكولوجيا الطبية الذي نظمته الجمعية المغربية للتكوين والبحث في مجال الانكولوجيا، أن تخصص الانكولوجيا الطبية بالمغرب أصبح يأخذ حجمه الطبيعي كتخصص جد مهم في إستراتيجية علاج مرضى السرطان. وأكد البروفيسور حسن الريحاني رئيس الجمعية المغربية للتكوين والبحث في مجال الانكولوجيا، في هذا الإطار، أن هذا اللقاء العلمي يتوخى تدارس واقع الانكولوجيا الطبية وتبادل التجارب والخبرات بغية خلق أرضية مشتركة للتعاون بين المتخصصين في هذا المجال. وبعد تقديمه لمحة عامة عن الانكولوجيا الطبية بالمغرب، أشار السيد الريحاني إلى أن هذا التخصص حديث النشأة بالمغرب لأن بوادره الأولى ظهرت في تسعينيات القرن الماضي مقارنة مع بلدان كأمريكا التي ظهر فيها منذ سنة 1964 وأوروبا منذ السبعينيات وأضحى قائم الذات بفرنسا سنة 1988. وأوضح، في مداخلة حول "واقع الانكولوجيا الطبية بالمغرب داخل المستشفيات الجامعية"، أن الانكولوجيا الطبية أصبحت تخصصا قائم الذات بالمغرب منذ سنة 1994، وذلك قبل بروز أول باحث مغربي في هذا المجال بكلية الطب والصيدلة بالرباط سنة 1998 وإحداث مصلحة خاصة به بالمعهد الوطني للانكولوجيا سنة 2003. وتطرق لواقع الانكولوجيا الطبية بالمستشفيات الجامعية وقطاعات أخرى لها علاقة بالصحة في المغرب، مبرزا أن عدد الأطباء المتخصصين والأساتذة الباحثين في هذا المجال بالمملكة حوالي 14 طبيبا متخصصا وخمسة أساتذة باحثين وحوالي 40 طبيبا في طور التخصص في هذا المجال. من جانبه، تطرق الأستاذ الباحث عبد الإله الصوادقة، رئيس مصلحة الجراحة بالمعهد الوطني للانكولوجيا بالرباط سابقا، في مداخلة حول موضوع "جراحة الأمراض السرطانية بالمغرب"، إلى واقع الجراحة السرطانية بالمغرب وآفاقها المستقبلية، مشيرا إلى أن عدد الأطباء المتخصصين في هذا المجال يبقى قليلا جدا. وبعد أن قدم لمحة عن تاريخ الجراحة السرطانية بالمغرب، دعا الصوادقة إلى ضرورة الدفع بهذا المجال وتشجيع الباحثين والطلبة على التخصص فيه، وذلك لسد الخصاص المتزايد الذي يعرفه المغرب في هذا التخصص. وأجمعت باقي المداخلات على أن الانكولوجيا الطبية بالمغرب ساهمت من خلال فعالية ونجاعة أدويتها في تحسين وضعية وظروف مرضى السرطان، مبرزين أن هذا التخصص عرف تطورا من حيث الإمكانيات البشرية والتجهيزات الأساسية، وأن محاربة داء السرطان أضحى يكتسي أهمية قصوى في السياسة الصحية بالمغرب. وتوزعت أشغال هذا المؤتمر على محورين هم الأول "الانكولوجيا الطبية بالمغرب، الوضعية الراهنة والآفاق المستقبلية"، فيما تطرق الثاني ل"سرطان الثدي خلال سنة 2010 : من مرحلة البحث الجيني إلى مرحلة العلاج السريري"، وتناول كل محور منهما مجموعة من المواضيع منها "جراحة الأورام السرطانية بالمغرب". ومن بين المواضيع التي اشتمل عليها هذان المحوران "دور جمعية للا سلمى في محاربة السرطان بالمغرب"، و"دور الجمعية الأوروبية للانكولوجيا الطبية" و"دور الجمعية الأمريكية للانكولوجيا الطبية" و"دور الجمعية الفرنسية للتكوين في ميدان الانكولوجيا الطبية" في تكوين طلبة. كما تضمن برنامج هذا اللقاء تنظيم ورشة حول موضوع "التكوين والبحث في مجال العلاجات التمريضية في الانكولوجيا"، و"دور العلاج الكيماوي"، و"كيفية التحضير للعلاجات الكيماوية". يشار إلى أن من بين أهداف الجمعية المغربية للتكوين والبحث في مجال الانكولوجيا، التي تأسست في مارس 2008، المساهمة في تكوين أطباء في الانكولوجيا الطبية وتطوير البحث العلمي في هذا المجال.