أشرف وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء بمنطقة سيدي سليمان مول الكيفان بمكناس، على تدشين أول مجزرة عصرية خاصة بالمغرب. وتطلب إنجاز هذه المجزرة غلافا ماليا يناهز 50 مليون درهم إلى جانب 40 مليون درهم خاصة باقتناء الأبقار ولوازمها وبعض التجهيزات، وذلك في إطار مشروع مندمج لإنتاج اللحوم الحمراء. وتندرج هذه الوحدة، التي أنجزتها شركة ضيعة "أداروش" بمقتضى اتفاقية موقعة بين وزارة الفلاحة والمهنيين لتأهيل سلسلة اللحوم الحمراء والتنظيمات المهنية، في إطار تنفيذ العقد البرنامج الخاص بتنمية سلسلة اللحوم ما بين 2009 و2014 ضمن "مخطط المغرب الأخضر"، وتتطلب الوحدة للتشغيل ما بين 4000 و5000 رأس في السنة. ويطمح المشروع، بالخصوص، إلى تجميع حوالي 500 من رؤوس الأبقار المملوكة لنحو 200 من مربي الماشية بأقاليم مكناس والحاجب وخنيفرة وإفران، وتحسين مستوى الإنتاج لبلوغ ما بين 400 و500 كلغ لكل رأس، ومستوى مداخيل الفلاحين المجمعين لتصل إلى ما بين 77 ألف درهم و160 ألف درهم في السنة لكل مربي الماشية وإحداث أزيد من 240 منصب شغل قار. كما ستساهم هذه المجزرة المجهزة بأحدث تقنيات الذبح والسلخ وتقطيع اللحوم وعلى مجمد يوفر أحسن تقنيات الحفاظ على جودة اللحوم، في تحسين مستوى العرض من اللحوم الحمراء بأسعار مناسبة، وتحسين الإنتاجية والتنافسية بالقطاع بالإضافة إلى تحسين مستوى الجودة وتشجيع تثمين اللحوم بالجهة. واعتبر رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأبقار السيد الصديق زنيبر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذا الخصوص، إحداث هذه المجزرة خطوة هامة نحو الرفع من جودة اللحوم خاصة وأن قرابة 80 في المائة من المجازر الموجودة حاليا لا تتوفر على كل المواصفات الصحية المتعارف عليها دوليا. كما اعتبر أن إحداث مجازر من هذا المستوى في مختلف مناطق المغرب سيعود بالنفع الكثير على مربي الماشية الذين سيحققون أرباحا معقولة وعلى المواطن المغربي الذي سيستهلك لحوما جيدة تحمل علامة خاصة بمصدرها وبسلالتها، مؤكدا أن الفاعلين بالقطاع يراهنون على انتشار هذه المجازر إما من طرف الخواص أو على شكل تعاونيات لمحاربة أيضا المجازر السرية. أما السيد أقبوش النوري المكلف بالتأطير والتواصل بالجمعية الوطنية للحوم الحمراء فاعتبر أن مثل هذه المبادرة لا يمكن أن تنجح وتعمم إلا من خلال تأطير الفلاحين خاصة مربي الماشية، وتحفيزهم على الانخراط في تقديم منتوج جديد بمواصفات عصرية وإدماجهم في إطار جمعيات. وأضاف أن المشروع يهم أيضا عملية التهجين الاصطناعي عبر تلقيح الأبقار المحلية وغير المحلية ببذور فحول لحمية معترف بها من طرف وزارة الفلاحة التي قدمت مجموعة من الإعانات في هذا المجال، مشيرا إلى أنه تم تكوين عدد من الأطر التي ستقوم بعمليات التلقيح وسيتم تزويدها بسيارات خاصة يصل عددها إلى 40 سيارة لتسهيل التنقل. وترمي عملية تحسين الإنتاج الحيواني عبر التلقيح إلى الرفع من إنتاج اللحوم الحمراء من 140 ألف طن سنويا إلى 340 ألف طن في حدود سنة 2014 . ومن ضمن بذور التلقيح التي سيتم العمل بها الأبيض الأزرق البلجيكي، والشارولي الفرنسي، وبيبتونتيز الإيطالي بالإضافة إلى بذور الحليب حتى لا يتأثر بقطاع اللحوم. حضر حفل تدشين هذه الوحدة على الخصوص والي جهة مكناس تافيلالت السيد محمد فوزي، ورؤساء المصالح الخارجية، وأطر في قطاع الفلاحة بالجهة وممثلو عدد من الجمعيات الوطنية والمحلية الفاعلة في قطاع اللحوم وتربية الماشية.