أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الخميس، بالجماعة القروية اولاد يعيش بإقليم بني ملال، على وضع الحجر الأساس لتشييد وحدة للتسمين، وإنتاج اللحوم الحمراء بغلاف مالي يفوق 174 مليون درهم. (ح م) وقدمت لجلالة الملك، شروحات حول هذا المشروع، الذي سيجري تشييده خلال 12 شهرا على مساحة 13 هكتارا، ويهدف إلى إحداث وحدة متكاملة تضطلع بمهام تسمين قطعان الأبقار والأغنام والذبح والتقطيع وتوزيع وتسويق اللحوم الحمراء. كما يروم المشروع، الذي يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر والمخطط الفلاحي الجهوي تادلة – أزيلال، إنتاج 5480 طن سنويا من اللحوم الحمراء، وسيمكن من خلق نحو 220 منصب عمل قار. وتتوزع التركيبة المالية للمشروع ما بين تخصيص ستة ملايين درهم لاقتناء العقار، و47 مليون درهم لبناء مركز للتسمين بطاقة استيعابية تبلغ 120 ألف رأس من الأغنام، و8500 رأس من أبقار اللحوم، و38 مليونا و770 ألف درهم للتجهيزات والبنيات التحتية لمركز التسمين، وتشييد وحدة لإنتاج الأعلاف بطاقة 100 طن في اليوم. كما سيجري رصد مبلغ 39 مليون درهم لبناء وتجهيز مجزرة بطاقة إنتاجية تصل إلى 7000 طن من اللحوم سنويا، و43 مليونا و500 ألف درهم لبناء وتجهيز وحدة لتقطيع وتحويل اللحوم وبناء وتجهيز وحدة لمعالجة أحشاء الماشية. وتتمثل الانعكاسات الاقتصادية للمشروع في تحقيق رقم معاملات سنوي بالنسبة لمربي الماشية يناهز 182 مليون درهم، إلى جانب تمكين الجماعة من جبايات على الذبح بقيمة مليون و180 ألف درهم سنويا. واطلع جلالة الملك، بالمناسبة نفسها، على مشروع لتنمية قطاع الحليب بالدائرة السقوية لتادلة (مخطط المغرب الأخضر)، والذي يستفيد منه 7000 فلاح من مربي الماشية. ويروم هذا المشروع، الذي تبلغ كلفة الاستثمارات الخاصة بإنجازه 700 مليون درهم، الرفع من عدد قطيع الأبقار الحلوب بالمنطقة من 15 ألف رأس إلى 30 ألف رأس، إلى جانب تحسين الإنتاج السنوي للحليب من 83 مليون لتر إلى 200 مليون لتر. كما يهدف المشروع، الذي يساهم في تمويله كل من صندوق التنمية الفلاحية (13 في المائة) والفلاحون (23 في المائة) وفاعلون خواص (64 في المائة)، إلى رفع القيمة المضافة لإنتاج الحليب إلى 106 ملايين درهم، عوض 59 مليون درهم حاليا، وإحداث 1100 منصب عمل قار إضافي. ويشمل مشروع تنمية قطاع الحليب إحداث وحدة صناعية، وتزويد مربي المواشي بالمعدات والمنتوجات الفلاحية، وتعزيز وتقوية شبكة جمع الحليب بإحداث مراكز جديدة، والتحسين الجيني للقطيع، من خلال اقتناء الأبقار والتخصيب الصناعي، والتأطير التقني للمربين. وبهذه المناسبة أيضا، قدمت لجلالة الملك الخطوط العريضة للمخطط الفلاحي الجهوي تادلة أزيلال، الذي يندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر، والذي رصدت له اعتمادات مالية تناهز 12 مليار درهم. ويصل عدد المشاريع المقترحة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي إلى سبعين مشروعا، موزعة على دعامتين تهدف الأولى إلى تطوير فلاحة ذات قيمة مضافة عالية لفائدة 72 ألف فلاح، من خلال 38 مشروعا، فيما تهدف الدعامة الثانية إلى تطوير فلاحة تضامنية لفائدة 42 ألفا و500 فلاح عبر إنجاز 32 مشروعا. كما يتضمن المخطط مجموعة من العمليات الأفقية، التي تروم الاقتصاد في مياه الري، والتنظيم المهني، والتأطير، والتكوين المهني، والبحث العلمي. وتتجلى النتائج المرتقبة للمخطط في أفق سنة 2020، في الرفع من قيمة المنتوجات الفلاحية من أربعة ملايير درهم إلى 16 مليارا و600 مليون درهم، وإحداث 700 ألف يوم عمل سنويا، علاوة على أن المخطط سيمكن من الرفع من القيمة المضافة للقطاع الفلاحي من مليارين و682 مليون درهم حاليا، إلى 11 مليارا و903 ملايين درهم في أفق سنة 2020، ورفع مستويات الإنتاج الحالي لأهم السلاسل بنسبة مهمة. وهكذا سيبلغ إنتاج الحبوب 343 ألف طن، مقابل 301 ألف طن حاليا، والزيتون 400 ألف طن، مقابل 101 ألف طن حاليا، والحوامض 424 ألف طن عوض 210 آلاف طن حاليا، فيما سيرتفع إنتاج الحليب من 210 ملايين لتر إلى 750 مليون لتر، واللحوم الحمراء من 42 ألف طن إلى 90 ألف طن. وتساهم جهة تادلة أزيلال، التي تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بها إلى نحو 531 ألف هكتار، بثمانية في المائة من الإنتاج الوطني في مجال الحبوب الخريفية، و11 في المائة بالنسبة للحوم الحمراء، و23 في المائة للشمندر السكري، و14 في المائة للأعلاف، و14 في المائة من إنتاج الحليب، و15 في المائة من الزيتون، و17 في المائة بالنسبة للحوامض.