دعا المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية (هواة الملحون بمراكش) أمس السبت بالمدينة الحمراء تحت شعار "الملحون.. تراث في خدمة النهضة الفنية للمغرب"، الى النهوض بفن الملحون على الصعيد الوطني والارتقاء به الى المستوى المنشود، باعتباره موروثا حضاريا وفنيا يستحق العناية. وأكدوا خلال الجلسة الختامية لهذا اليوم الدراسي، الذي حضره ثلة من المفكرين والأساتذة الباحثين وممثلي عدد من الجمعيات المهتمة بهذا الفن، على أهمية إحداث جمعية وطنية للملحون بالمغرب يعهد اليها دعم التنسيق بين جمعيات الملحون على الصعيد الوطني والجهوي والتعبير عن انشغالاتها الادبية والفنية لدى المؤسسات الحكومية والاعلامية والجامعية.
وطالبوا، في هذا الصدد، بضرورة توسيع خريطة تواجد جمعيات الملحون على الصعيد الوطني لكي تشمل كل جهات المملكة، معربين عن قلقهم لما آلت اليه وضعية الملحون في المغرب، خاصة وأن عدد الجمعيات النشطة في هذا المجال محدود ولا يتعدى 22 جمعية.
ودعوا الى احتفاظ كل جمعية بهويتها وخصوصيتها ونوعية برامجها الى حين تحديد برنامج وطني مشترك يساهم الجميع في انجازه، ملحين على ضرورة توسيع دائرة المستفيدين من أنشطة جمعيات الملحون وتقوية اشعاعها محليا وجهويا ووطنيا، فضلا عن العمل من أجل العناية بشعراء الملحون ومنشديه وفنانيه الموسيقيين على حد السواء وذلك عبر تنظيم حفلات تكريمية لهم.
وفي هذا السياق أوصى المشاركون في هذا اللقاء بإيلاء عناية خاصة لدور المرأة المغربية في صيانة الملحون شعرا وموسيقى وانشادا وفي تطوير أدائه، مشيرين الى أن تنظيم مثل هذه التظاهرات من شأنه تشخيص وضعية الملحون بالمغرب وتقديم مقترحات هادفة ومسؤولة كفيلة بالنهوض بهذا الفن.
وأكدوا على أن الجامعات المغربية لعبت طوال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، دورا بارزا "في إضفاء الشرعية على الملحون"، وذلك من خلال تكوين مجموعات بحث حول الثقافة الشعبية التي احتل الملحون ضمنها مكانة خاصة، مبرزين أن الأساتذة الباحثين أنجزوا سلسلة من البحوث والرسائل والأطروحات الجامعية تناولت في مجملها أشياخ الملحون وقضاياه التاريخية والشكلية والمضمونية.
وشددوا، في هذا السياق، على ضرورة تشجيع البحث العلمي والانخراط الفعلي للجامعات والمعاهد في النهوض بهذا الارث الثقافي والفني والعمل على تلقينه للأجيال الصاعدة لضمان استمرارية وتوهجه.
و توج هذا اللقاء، الذي نظم احتفاء بمرور خمسة وأربعين سنة على تأسيس جمعية هواة الملحون بمراكش، بالاعلان عن إحداث الموقع الالكتروني لهذه الجمعية.
وتمحورت أشغال هذا اليوم الدراسي حول مواضيع همت تشخيص واقع الملحون بالمغرب وبلورة خطة متكاملة للنهوض به باعتباره مكونا أصيلا من مكونات الثقافة المغربية، فضلا عن تنظيم ورشتين في موضوع "جمعيات الملحون بالمغرب" و"الأبحاث والدراسات في مجال الملحون".