تم، أمس الأحد بالدار البيضاء، تقديم كتاب "صفحات من تجربة حياة" لمؤلفه محمد بن حمو الكاملي، الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية تؤرخ لمسار هذا المقاوم ومعاناته في رحلته النضالية ضد الاستعمار. وينقسم هذا الكتاب، الذي صدر ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ووقع في إطار فعاليات الدورة ال17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، إلى ثلاثة فصول مترابطة ومتكاملة البنية والمضمون. ويتطرق الفصل الأول لتفاصيل نشأة الكاتب وفترة تمدرسه، حيث قدم الكاتب معطيات عن العائلة ومعاناتها من ويلات الظلم والاستعمار، وكذا الاكراهات المادية والمعنوية التي اعترضت طريق تحصيله العلمي والمعرفي. أما الفصل الثاني فيتناول تجربة المقاومة المسلحة، التي دخل غمارها محمد بن حمو عقب إقدام سلطات الحماية الفرنسية على نفي السلطان محمد الخامس، مذكرا بمختلف القضايا التي اهتمت بها المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الأجنبي، وانتقالها إلى العمل السياسي خاصة خلال الفترة التي أعقبت التوقيع على وثيقة المطالبة بالاستقلال. وفي الفصل الثالث من هذه المذكرات، الذي عنونه الكاتب ب` "حتى لا ننسى"، فقدم فيه المقاوم محمد بن حمو سير وتراجم لعدد من شهداء المقاومة المغربية من أمثال أحمد الحنصالي، وأحمد الرشيدي، ومحمد الزرقطوني، وعلال بن عبد الله، ومحمد الحداوي وحمان الفطواكي، ليختتم شهادته بقصائد في رثاء ثلة من الأسماء البارزة كالمرحومين محمد باهي ومحمد الفقيه البصري. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، في تقديمه لهذا المؤلف، أن مذكرات المقاوم بن حمو، إضافة جديدة ونقلة نوعية تراكمية لسجل المذكرات والسير التاريخية التي تؤثث لهذا الجنس من الكتابة التاريخية. واعتبر السيد الكثيري أن هذا الجنس من الكتابة التاريخية له أهميته لكونه يتضمن مواضيع ويتطرق إلى أحداث بأقلام صناعها ومخيالهم وذاكرتهم. وقال إن "المندوبية، وهي تصدر هذه المذكرات المتميزة بمضمونها وقيمة كاتبها، تتوخى تقديم شهادة أحد رجال المقاومة وجيش التحرير المخلصين المدافعين عن الثوابت الوطنية والوحدة الترابية للمملكة (...) لكي تكون هذه المذكرات مناسبة للأجيال الصاعدة والناشئة للوقوف على نضال وتضحيات رجال ونساء وهبوا أرواحهم وأموالهم ومستقبلهم تلبية لنداء الوطن". وذكر أن الدورة الحالية للمعرض، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 11 و20 فبراير الجاري تحت شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة"، تتميز بتنظيم العديد من اللقاءات والندوات في ثلاث قاعات أطلق عليها أسماء الراحلين محمد عابد الجابري ومحمد أركون وإدمون عمران المليح. ويعرف المعرض مشاركة العديد من دور النشر المغربية والعربية والدولية وعدة مؤسسات عمومية وخاصة من المغرب وخارجه ، من بينها مجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.