يحتفل المغرب ، وعلى غرار باقي دول العالم ، غدا الأربعاء ، باليوم العالمي للمناطق الرطبة تحت شعار "الغابات ودورها الحيوي في المحافظة على الماء والمناطق الرطبة". وتم اختيار شعار هذه السنة للاحتفال بهذا اليوم لتسليط الضوء على دور الغابات في تدبير النظام المائي للمناطق الرطبة وفي الحفاظ على هذه النظم الإيكولوجية نظرا لغناها الطبيعي المتميز وقيمتها الإقتصادية والثقافية والعلمية الكبيرة. وتعتبر المناطق الرطبة في المغرب ، المعروف بتنوعه البيولوجي الكبير على مستوى المناخ والغطاء النباتي والرصيد الحيواني ، ذات بعد حيوي نظرا لمواردها وقيمتها الإيكولوجية وتنوعها البيولوجي . وفي هذا الإطار تؤكد المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الغابات المتواجدة على مستوى الأحواض المائية تلعب دورا هاما في المحافظة على المياه الجوفية ومعالجة وتصفية المياه بهذه المناطق الرطبة ، كما تحمي الأراضي ضد الإنجراف وتخفف من آثار الجفاف ، إضافة إلى كونها تشكل مصدات طبيعية تحول دون توحل هذه المجالات الإنتقالية بين المناطق القارية والمياه. وذكرت المندوبية في بلاغ لها بالمناسبة أن المناطق الرطبة تشكل من جهة أخرى خزانا ل36 بالمائة من الأصناف الحيوانية والنباتية المهددة بالإنقراض ،حسب الإتحاد العالمي للمحافظة على البيئة، مشيرة إلى أنها قامت في هذا الشأن بتزويد 24 "موقع رامسار" بتصاميم تهيئة تماشيا مع أهداف المشروع "ميدويت كوست"المتعلق بالمحافظة على المناطق الرطبة والمنظومات الإيكولوجية الساحلية . وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن رامسار هي المدينة الإيرانية التي تم فيها التوقيع من طرف 151 دولة على " اتفاقية رامسار" حول تنفيذ البرامج وتطبيق السياسات المتعلقة بالمحافظة على التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة للموارد الطبيعية. ولكونها تشكل معبرا على طرق الهجرة، تلعب المناطق الرطبة المغربية دورا محوريا في هجرة طيور النصف القطبي الغربي. ومن ثمة فإن مضيق جبل طارق بالشمال يمثل طريقا بحرية مختصرة تعبرها غالبية الأنواع الغرب-أوروبية القارية، كما يمثل الساحل المحيطي الغني بالمناطق الرطبة ذات المناخ المعتدل أحد الممرات النادرة للهجرة عبر الصحراء. ويبقى المغرب الأكثر غنى بالمناطق الرطبة مقارنة مع باقي الدول المغاربية، حيث تغطي البحيرات والمستنقعات مساحة إجمالية تقدر بأزيد من 200 ألف هكتار، أي ما يقارب 3ر0 بالمائة من مساحة البلاد تنضاف إليها حوالي 3500 كلم من السواحل البحرية دون احتساب شبكة الأنهار التي تعد بعشرات آلاف الكيلومترات . وتتوفر المملكة على أزيد من 150 موقعا ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية، من بينها 84 منطقة رطبة تتمثل في شواطئ رملية، خلجان، جزر صغيرة، بحيرات طبيعية دائمة ومؤقتة، مستنقعات، مياه راكدة ومؤقتة، بحيرات السدود، مياه جارية، قنوات الصرف والري. ويتعلق الأمر على الخصوص بموقع أكلمام سيدي علي تيفوناسين (خنيفرة)، خليج الداخلة (الداخلة)، وخنيفيس (طانطان)، وكاب الناظور، ومجمع سيدي موسى-الوليدية (الجديدة)، ومجمع اللوكوس السفلي (العرائش)، وبحيرة أفنورير (يفرن)، وبحيرات إيسلي-تيسليت (الرشيدية)، ومرجة سيدي بوغابة (القنيطرة)، والمرجة الزرقاء (القنيطرة)، وسبخة بوريج (الناضور)، وسبخة زيما (آسفي .) وقد عملت المندوبية السامية على تنفيذ المشروع الجهوي ميدويست/كوست المرتبط باتفاقية الأنظمة الإيكولوجية الساحلية والمناطق الرطبة، والذي يشمل خمس مناطق رطبة متوسطية، مع بلورة مخططات تهيئة المنطقة الرطبة للعرائش وتجديد المخطط المتعلق بمنطقة المرجة الزرقاء. وعلى هامش هذا اليوم العالمي تنظم المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر اليوم الثلاثاء بمدينة يفرن يوما تواصليا لتدارس سبل الحفاظ والتدبير المستدام للمناطق الرطبة والوقوف على أهميتها ودور الغابات في حمايتها ،كما سيتم التوقيع على اتفاقية تتعلق بالدعم المؤسساتي للمحافظة على المناطق الرطبة بين المندوبية وقسم التنمية الإقليمية للمياه بوزارة الشؤون الإقتصادية والفلاحية بهولندا.