بنعطا محمد في إطار تخليد اليوم العالمي للمناطق الرطبة و تحت شعار " من عالية الوادي إلى سافلته، المناطق الرطبة تربطنا البعض مع البعض " نظم فضاء التضامن و التعاون للجهة الشرقية مع شركائه يوم السبت 7 فبراير 2009 ابتداء من الساعة الثامنة و النصف، ندوة تحث عنوان : " التدبير المستدام للحوض المائي لملوية و منطقته الرطبة". المحور الأساسي لهذه السنة يهدف إلى تحسيس جميع المتدخلين لمدى أهمية تدبي حوضهم المائي. و هذا يعني المسيرين كما يعني جميع المستعملين. و من الأكيد أننا جميعا نستعمل الماء الوارد من الأحواض المائية. م مهما نكن- فلاحين، صيادين، صناعيين، أو عائلات- فأنشطتنا لها تأثيرات على الحوض الذي نعيش فيه. الهدف الأساسي لهذا اليوم العالمي برسم سنة و 2009 و هو المشاركة في فهم أحسن لتسيير الأحواض المائية و انعكاسات مختلف الأنشطة و ما ينتج عنها من تبذير و تلويث و اندثار الشيء الذي يمثل تحديا لتدبير جيد. تعتبر المناطق الرطبة من بين أغنى المنظومات البيئية في العالم. تحمل الماء و المواد الأولية الضرورية لحياة العديد من الأحياء الحيوانية أو النباتية. كما تمثل كذلك خزان جد مهم للموروث الجيني النباتي و تسدد حاجيات الطعام لأكثر من ربع الإنسانية. تكون المناطق الرطبة حواجز طبيعية للحماية من الحوادث الطبيعية مثل الفيضانات و الجفاف، تثبت التربة و تحد من الانجراف، و غطاؤها النباتي يمتص الأزوت و يساعد للحفاظ و تحسين جودة الماء، تصفي مياه الشتاء، تحافظ على توازي مستوى الماء و تستقبل الرواسب. أخيرا تمثل هذه المناطق مصدرا لتسرب المياه و تساهم في تجديد الفرشة المائية الجوفية. المناطق الرطبة تمثل 6% من الأراضي اليابسة للكوكب، و هي تراث للجميع و ميدان غني بتنوعه البيولوجي يجب الحفاظ عليه. تهدف هذه الندوة إلى تشخيص المشاكل التي تهدد الموقع البيولوجي لمصب ملوية الذي يمثل و بحق منطقة رطبة بامتياز يكتسي أهمية عالمية قصوى . برنامج هذه الندوة التي نظمت يومه السبت 07 فبراير 2009 بغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بوجدة، شمل خمسة عروض لتدارس العلاقات المتواجدة بين عالية الوادي و سافلته و المناطق الرطبة. ألقى المحاضرة الأولى السيد عبد الالاه وردي مدير وكالة المائية لحوض ملوية تحت عنوان "تدبير المياه في حوض ملوية" كما ألقى المحاضرة الثانية الأستاذ محمد الملحاوي بكلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة تحث عنوان " التنوع البيولوجي المائي لملوية: من المعرفة إلى التدبير أما المحاضرة الثالثة فالقاها الأستاذ عبد القادر سباعي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة مع الأستاذ محمد الملحاوي بكلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة تحث عنوان " ساحل السعيدية رأس الماء، في بحث عن تسيير مندمج" كما ألقى المحاضرة الرابعة السيد شملالي عبد الرحمان، الحائز على جائزة الحسن الثاني للبيئة و رئيس جمعية حماية اللقالق البيضاء تحث عنوان " تأثير التحولات المناخية و التنمية الغير المستدامة على طيور الموقع البيولوجي لمصب ملوية"، خلال هذا العرض أكد السيد شملالي على أهمية الدور الذي يلعبه مصب واد ملوية في ميدان عالم الطيور حيث يتواجد أكثر من ثلثي أنواع الطيور المتواجدة على الصعيد الوطني، هذه الثروة تعطي لمصب ملوية أهمية على الصعيد العالمي. أما المحاضرة الخامسة فلقد ألقاها السيد بنعطا محمد ، مهندس زراعي، عضو مؤسس للتجمع البيئي بشمال المغرب، رئيس فضاء التضامن و التعاون بالجهة الشرقية، مع السيد مصطفى بنعسكر بمستر الجيئوماتية و تهيئة السواحل، أكد موضوع المحاضرة على القيمة الايكولوجية العالية لمصب ملوية و على مختلف المنظومات البيئية المتواجدة به، كما ساهم العرض في تشخيص المشاكل التي تهدد كيان هذا الموقع البيولوجي المصنف عالميا كموقع RAMSAR . و من جملة هذه المشاكل التي لقت موافقة الحضور الذي أغنى المحاضرات بنقاشاته المفيدة ما يلي: - اجتثاث الغابات و خاصة أشجار العرعار الأحمر. - إتلاف الغطاء النباتي و تحطيم السكن الطبيعي للوحيش الذي عمر هذا الموقع مند آلاف السنين. - زحف الاسمنت و تزفيت الطرقات داخل المصب. - الضغط البشري المتزايد نتيجة إستحواد شركة فاديصا على الجزء الكبير من الشاطئ. - انجاز محطة لضخ مياه الموقع لسقي ملاعب الگولف و المساحات الخضراء لمشروع فاديصا، مما سيؤدي إلى تجفيف هذه المنطقة الرطبة و زحف مياه البحر في اتجاه هذا الموقع البيولوجي. - التهديد الخطير يتمثل في انجاز قناة لتصريف المياه العاتمة من مشروع فاديصا في اتجاه الموقع البيولوجي و الايكولوجي الشيء الذي سيلوث لا محالة هذا الموقع و سيؤثر سلبا على المنظومة البيئة المتواجدة به. - انجاز قناة ضخمة لتحويل مياه الفيضانات بدون أي دراسة تقنية أو دراسة تأثير. - و مما لا شك فيه أن المشكل الذي يهدد كيان هذا الموقع البيولوجي و الايكولوجي هو غياب إرادة سياسية واضحة من طرف الحكومة للحفاظ و حماية هذا الموقع الذي يكتسي أهمية كبرى على الصعيد العالمي. خلال الأمسية تم تنشيط النوادي البيئية التابعة للمؤسسات التعليمية و الجامعية. تكون الحضور من عدد جد مهم من التلاميذ و الطلبة و الأساتذة رؤساء النوادي البيئية و من العموم. قدم السيد فريد قمار "منلوك" فكاهي حولة التنمية في السعيدية و الحفاظ على البيئة. صفق الجمهور كثيرا اهذا العرض الشيق. كما أنجزت الفرقة التمثيلية التابعة لجمعية حماية اللقالق البيضاء مسرحية حول الحفاظ و حماية التنوع البيولوجي لملوية. صفق الجمهور كثيرا لهذه التمثيلية التربوية و الهادفة إلى تحسيس الأطفال و الكبار. ختاما لهذا الحفل تم توزيع بعض الشواهد و الجوائز الرمزية على المشاركين الشباب. نظرا للأحوال الجوية تم تأجيل الرحلة التحسيسية للحفاظ على المنظومات البيئة إلى يوم الأحد فاتح مارس 2009 إلى الموقع البيولوجي و الايكولوجي لمصب ملوية المصنف من طرف اتفاقية "رامسار". حرر بوجدة في 07 فبراير 2009. رئيس فضاء التضامن و التعاون للجهة الشرقية