تميز اليوم الثاني من فعاليات "لقاءات موفيميد"، التي انطلقت أشغال دورتها الثانية أمس الخميس بمدينة ورزازات، بتنظيم المائدة المستديرة الثانية المدرجة ضمن جدول أعمال هذا الملتقى الدولي، والتي خصصت لمناقشة موضوع كيفية تثمين مواقع تصوير الأفلام والأعمال السمعية البصرية. وأكد المشاركون في هذه المائدة المستديرة أن العلاقة بين السينما والسياحة مطبوعة بالتناغم وبنوع من العلاقة المتينة التي من شأنها أن تنعكس بشكل جد إيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما إذا ما تم استثمار هذه العلاقة التكاملية بين القطاعين على الشكل الأمثل. وسجل المتدخلون أهمية السعي إلى الترويج للنشاط السياحي من منظور جديد يرتكز على خلق محفزات تجعل السائح يقبل على استهلاك الخدمات والعروض السياحية في علاقتها بقطاع السينما، وذلك وفق مقاربة ثقافية مندمجة. كما شددوا على ضرورة الحرص على حضور معيار الجودة في أي منتوج من هذا القبيل، وذلك بالموازاة مع تقديم صورة حقيقية حول المواقع المراد تسويقها، مشددين على أن احترام هذه المعايير يحدد، بشكل حاسم، مكانة الموقع المرغوب تسويقه، ضمن خارطة المواقع السياحية المتنافسة على جلب الزبناء. ودعا المتدخلون مختلف العاملين في المجال السياحي إلى إدخال مجموعة من الإجراءات الإضافية في تدبير هذا القطاع، وذلك بالشكل الذي يسمح بأن تصبح الخدمات السياحية التي يقدمونها تستجيب للتطلعات الخاصة بالعاملين في مجال الإنتاج السمعي البصري. وفي هذا الإطار، أبرز المشاركون في المائدة المستديرة الأهمية التي يكتسيها إقدام الفاعلين في المجال السياحي على إطلاق حملات ترويجية تعرف ببعض الوجهات السياحية باعتبارها مواقع لتصوير الأفلام والأعمال السمعية البصرية، مسجلين، في الوقت ذاته، أهمية تضافر جهود العاملين في القطاعين السينمائي والسياحي لإنجاح هذه المقاربة. واعتبروا أن ورزازات، التي تتمتع في الظرف الراهن بكونها هوليوود إفريقيا، تمكنت من أن تكسب موطأ قدم لها في الأسواق التي يفد منها السياح المولعون بالسياحة الثقافية، مؤكدين أن ذلك لا يمنع المدينة من الانكباب على بلورة استراتيجية مندمجة تحتل فيها المؤهلات السينمائية، باعتبارها عامل جذب للسياح، مكانة وازنة. وفي هذا السياق أيضا، شدد المتدخلون على ضرورة وأهمية تسخير تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة في الحملات الترويجية للتعريف بمواقع تصوير الأفلام والأعمال السمعية البصرية.