انكب اجتماع لجنة القيادة الخاصة ببرنامج "موفيميد"، الذي انعقد في نهاية الأسبوع الماضي بورزازات، على رصد التقدم الحاصل في الاستعدادات الجارية من أجل احتضان هذه المدينة للدورة الثانية من هذه اللقاءات المزمع عقدها من 20 إلى 22 يناير القادم. وأفاد بلاغ ل`"لجنة الفيلم بورزازات" بأنه تم، خلال هذا الاجتماع، تقديم مختلف أوجه الاستعدادات الجارية، حيث حظيت بالمصادقة من طرف لجنة القيادة. وقام أعضاء اللجنة، في السياق ذاته، بجولات استطلاعية لاستديوهات السينما، والمعهد المتخصص في مهن السينما، إضافة إلى زيارة مواقع التصوير التي تتواجد بورزازات ومحيطها والتي تتمتع بشهرة عالمية كما هو الحال بالنسبة لقصر آيت بن حدو، وواحة فينت، ومتحف السينما وغيرها. وأضاف البلاغ، الذي توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه اليوم الاثنين، أن أعضاء لجنة القيادة عقدوا اجتماعا مع عامل إقليمورزازات السيد عبد السلام بيكرات، الذي جدد الدعم الكامل لمختلف مصالح العمالة والإقليم، وذلك بما يضمن للدورة الثانية من "لقاءات موفيميد" جميع ظروف النجاح، لاسيما وأن هذه التظاهرة تكتسي بعدا دوليا. وكانت الدورة الأولى من "لقاءات موفيميد" قد انعقدت في مدينة مارسيليا الفرنسية يومي 18 و19 يناير الماضي، وتميزت بحضور نوعي من الجانب المغربي الذي شارك بوفد يقوده مسؤولون عن "لجنة الفيلم بورزازات" والمركز الجهوي للاستثمار بجهة سوس-ماسة-درعة، وضم في عضويته فعاليات مغربية أخرى تمثل مجالات مختلفة في قطاعات السينما والسياحة والإنتاج السمعي البصري، حيث تقرر في ختام فعاليات هذه الدورة أن تستضيف ورزازات الدورة الثانية من اللقاءات. ويعد المغرب، إلى جانب كل من مصر وتونس ولبنان إضافة إلى فرنسا وإسبانيا، شركاء في "مشروع موفيميد"، الذي يعتبر شبكة أورومتوسطية للفاعلين الخواص والعموميين في قطاعي السياحة والإنتاج السمعي البصري في الحوض المتوسطي. وتحظى "لقاءات موفيميد" بدعم من طرف العديد من المؤسسات المنتمية للدول الأعضاء من ضمنها، على الخصوص، برنامج "أنفيست ميد" الذي يهدف إلى التطوير المستدام لعلاقات العمل، والاستثمارات والشراكة بين المقاولات في بلدان حوض المتوسط. كما تحظى "لقاءات موفيميد" بدعم من غرف التجارة والصناعة في كل من مدينة مالقة الإسبانية، وتونس العاصمة ولبنان، إضافة إلى دعم شركاء آخرين من المغرب ومن فرنسا، في مقدمتهم عمالة إقليمورزازات، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس-ماسة-درعة، ولجنة الفيلم بورزازات، و"أتو فرانس"، ولجنة السينما بمدينة مارسيليا الفرنسية، و"فيلم فرانس" وغيرها من الهيئات الأخرى. ويعتبر الشركاء في "لقاءات موفيميد" أن الإنتاج السمعي البصري يخلق عائدات اقتصادية هامة لاسيما في المجالين السياحي والإعلامي بمختلف تفرعاته، ومن ثمة فهو يعتبر رافعة حقيقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويرى الشركاء في "لقاءات موفيميد" أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط تتوفر على موارد طبيعية وبشرية وتقنية كبيرة، إلا أن الشركاء ليس لديهم رؤية موحدة حول كيفية استثمارها على الوجه الأمثل، ومن ثم فإن مشروع موفيميد، الذي تتولى قيادته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لمدينة مارسيليا الفرنسية، ويحظي بدعم من "برنامج أنفيست ميد"، يروم بلورة تصور متكامل حول الوضعية الحالية لهذه الموارد، وتمكين المنتجين ولجان الفيلم في الدول المتوسطية من عقد لقاءات تتيح إمكانية الوصول إلى تكوين أفضل التصورات الكفيلة بتحقيق المصالح المشتركة للدول الشريكة، وذلك من خلال عقد لقاءات مع الفاعلين في الحقل السياحي. للتذكير فإن "لجنة الفيلم بورزازات" تأسست بمبادرة من مجلس جهة سوس-ماسة-درعة والمركز السينمائي المغربي في 28 يناير 2008. وتهدف اللجنة إلى إنعاش الإنتاج السينمائي بالجهة، وتسهيل عمليات التصوير في ورزازات، إضافة إلى توفير ظروف عمل مريحة لفائدة مهنيي السينما وفرق التصوير على صعيد المجال الترابي للجهة. ولأجل بلوغ هذه الغاية، تعمل لجنة الفيلم بورزازات على تثمين الكفاءات المتواجدة على صعيد جهة سوس-ماسة-درعة، وذلك عبر توفير الإمكانيات المساعدة على تعزيز تواجد هذه الكفاءات على صعيد السوق الدولية، فضلا عن العمل على تعزيز وتقوية جاذبية منطقة ورزازات باعتبارها موقعا متميزا لتصوير الأفلام والأعمال السمعية البصرية وذلك وفق معايير من الجودة تستجيب لمقاييس العمل المتعارف عليها دوليا في هذا المجال.