سياسية ، الكائن مقره بباريس ، السيد شارل سانبروت، اليوم الجمعة بمراكش، أن القلاقل التي يحدثها انفصاليو ال"بوليساريو" تشكل مصدرا كبيرا لعدم الاستقرار في منطقة المغرب العربي، وتشكل خطرا أكبر من ذلك الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الملتقى الدولي الثاني للأمن بإفريقيا المنعقد حول موضوع " افريقيا في مواجهة التحديات الارهابية .. القاعدة بالمغرب الاسلامي تهديد استراتيجي"، أن وجود البوليساريو يشجع على عدم الاستقرار بالمنطقة ويحول دون بناء الاتحاد المغرب العربي ويعرقل التعاون بين الدول الرامي إلى تعزيز الاستقرار بهذه المنطقة . وأشار الى أنه " إذا كنا نريد حقيقة العمل على استقرار منطقة المغرب العربي ، يجب وضع حد لهذه المجازفة الرعناء التي تقودها البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر منذ 35 سنة"، مبرزا أن المجموعات المسلحة المتبنية لأسلوب البوليساريو والتي تنشط في منطقة الصحراء ، لها توجه للتنسيق مع العصابات الإجرامية، سواء تعلق الأمر بتجار المخدرات أو الاسلحة ، الذين يريدون أن يجعلوا من هذه المنطقة امتدادا لأوربا، وأصبحوا "حلفاء طبيعيين" لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي و"للبوليساريو". وفي معرض حديثه عن جذور النزاع بالصحراء المغربية، أوضح السيد شارل سانبروت أن الأمر يتعلق بمخلفات الحرب الباردة و" أنه حان الوقت ليقول المجتمع الدولي للجزائر كفا " وأن تعمل الجزائر بوضوح على دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تعتبر حلا جديا وذي مصداقية لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده . وقال إن البوليساريو التي هي حركة تعود أصولها إلى مجموعة إرهابية وإجرامية، تستطيع التنقل بسهولة في جزء كبير داخل الجزائر، مشيرا إلى أن لهذه الحركة ارتباطات مع عصابات تتاجر في المخدرات وتسعى فقط إلى ايجاد طريق نحو أوربا. وبخصوص العلاقات الكائنة بين الجماعات الإرهابية والحركات الانفصالية، أوضح الخبير الدولي أن البوليساريو وتجار المخدرات وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، لهم نفس المصالح الرامية إلى خلق " منطقة خارجة عن القانون تطل على المحيط الاطلسي" من اجل الحصول على منفذ على البحر. وبالنسبة للدور الهام الذي تضطلع به المملكة المغربية في محاربة الإرهاب، أكد الخبير الدولي على المواقف الواضحة والجلية للمغرب في هذا الميدان. وأبرز أن " المغرب يعد عنصرا أساسيا ، وهاما لا محيد عنه في مكافحة الإرهاب، وأن الاستقرار بمنطقة المغرب العربي يمر عبر تشجيع الخيار الذي تقدم به المغرب" ،موضحا أن إشكالية الإرهاب تتطلب " حلا شموليا متوافق بشأنه من قبل جميع بلدان المنطقة" . يشار إلى أن هذا الملتقى، المنظم مابين 20 و 22 يناير الجاري من طرف الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، يشارك فيه حوالي 200 مسؤول، مدنيين وعسكريين، وممثلين عن منظمات دولية وخبراء وأخصائيين في مجال الأمن يمثلون أزيد من 70 دولة من إفريقيا و أوربا وأمريكا وآسيا. ويروم الملتقى وضع تحليل ناجع وإجراء دراسات وحوارات حول مواضيع تهم على الخصوص " استراتيجية تدويل الإرهاب" و" إفريقيا .. فضاء جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة " و" تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي ، أية أنشطة وأهداف استراتيجية" و" مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل" . وسيبحث المشاركون في الجلسات العامة للمؤتمر مواضيع تهم "إفريقيا مجال جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة" ، و" تحول جماعة إرهابية جزائرية إلى فرع للقاعدة"، و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي .. من الجهاد إلى الاتجار في المخدرات والإرهاب" . كما سيتم التركيز خلال أشغال هذا المنتدى الدولي ، على مواضيع أخرى تهم " التواطؤ المحلي وحلفاء تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي"، و"أية استراتيجية لمكافحة الإرهاب والجريمة" .