بدأ ما يُسمى "بوليساريو" وهي حركة وهمية خرجت من رحم المخابرات العسكرية الجزائرية، بالتفكك .. – هكذا يبدو الأمر- ، والأمر قد يتراءى صِحِّياً لمن لا يعرف النتائج المترتبة على هذه الحالة.المعهد الأوربي للدراسات الإستراتيجية من مقره في (بروكسل) يُطلق تحذيراً من خطورة حالة التفكك هذه كونها ستصب في خدمة تنظيم القاعدة في المغرب العربي الإسلامي.وتسعى "البوليساريو"من خلال الانخراط في صفوف تنظيم القاعدة أو أية جماعات أخرى متطرفة – إلى استهداف المملكة المغربية ,بعد أن قامت بنشر الكراهية ضد هذا البلد العظيم ..وتغذية النعرات الانفصالية بين صفوف النشء وما يرافقها من ممارسات تزرع الكراهية.ويعمل عناصر في حركة " البوليساريو" في التهريب حيث غدت بالنسبة لهم الفائدة والربح هي الهدف الرئيسي من كل فعل يقومون به ، لذلك فهم يسخرون نشاطهم في البحث عن عائدات إضافية .. على غرار المرتزقة الذين يسعون إلى تصريف تجربتهم السابقة داخل الهياكل العسكرية للجبهة الوهمية .. حيث صار لديهم الاستعداد الكامل للانخراط في أي منظمة إرهابية سيما بعد أن مارسوا التهريب بكل أشكاله وصورة.ويعتقدون أو هكذا يوهمون أنفسهم بأنهم يؤدون أدواراً نضالية ,في الوقت الذي تكشفت فيه للجميع طبائعهم المرتزقة القائمة على الكسب الرخيص وعلى حساب وحدة وطنهم وامن واستقرار المحسوبين عليهم من البسطاء ممن لا حول لهم ولا قوة.فما الذي يا ترى يرجوه المرء من أناس امتهنوا جريمةالتهريب والمتاجرة بالممنوعات من المخدرات والأسلحة ؟وهل يمكن الوثوق بأي فعل قد يبدر منهم ؟لقد اختلط الحابل بالنابل ولم يعد من السهل التمييز بين المهربين والإرهابيين ..وبين أولئك الذين يطلقون على أنفسهم سياسيين ودعاة حرية .فهذا تقرير المعهد الأوربي للدراسات الإستراتيجية يكشف عن وجود تواطؤ بين الإرهاب في المغرب الغربي وتهريب الأسلحة والمخدرات، وأعضاء سابقين أو حاليين للجبهة التي تسيرها المخابرات العسكرية الجزائرية "البوليساريو"والتي تشهد الوقت الحالي حالة من التفكك، الأمر الذي سمح بنمو ما اعتبره المعهد "صناعة هجينة للاختطاف"، التي تمول، بفضل دفع الفدية، الإرهاب وأنشطة تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" في كل أرجاء المنطقة.ويشير المعهد إلى أنه منذ بضع سنوات، لوحظ أن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) أولى اهتمام أكيدا ب(البوليساريو)، التي أصبحت أحد الروافد الرئيسية للاستقطاب بالنسبة للمنظمة الإرهابية.. مؤكداً أن الشبان الصحراويين اليائسين يمكن استقطابهم بإيديولوجيا تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، مضيفا أن "المنظمات الإرهابية القوية كتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لها خبرة في مجال انتقاء الأشخاص المعرضين لهشاشة من هذا القبيل". وهكذا، تشكل مخيمات العار بتندوف "منجم ذهب محتمل" بالنسبة لمستقطبي عناصر مجموعات كتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي).ويبين المعهد في تقريره أن الالتحاق بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وتبني إيديولوجيته لا يهمان فقط مرتزقة (البوليساريو).. مضيفاً في هذا السياق، أن "أطرا بها أصابتهم هذه العدوى، مما قد يشكل خطرا كبيرا، لأن بإمكان هؤلاء الأعضاء البارزين التأثير على آخرين، وبالتالي، تشكيل أقطاب حقيقية للاستقطاب الإسلامي في منطقة الصحراء.وعموماً في مسألة انخراط "البوليساريو"في صفوف تنظيم القاعدة .. خطراً حقيقاً يتهدد امن واستقرار ليس المملكة المغربية وحسب وإنما دول المغرب العربي عموماً بل والعالم اجمع..الأمر يتوجب على كافة البلدان المناهضة للإرهاب اليقظة والحذر والوقوف إلى جانب المملكة المغربية ومساندتها في مجابهة المنظمات الإرهابية والعمل لما من شانه الحد من اندماج "البوليساريو" بتنظيم القاعدة وذلك لان السكوت عن هكذا خطر من شانه أن يفضي إلى نتائج كارثية من الصعب مجابهتها.