احتفلت أسرة التربية والتكوين بجميع المؤسسات التعليمية بمكناس اليوم الأربعاء بالذكرى السابعة والستين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وذلك تحت شعار "ستة ملايين علم لتلبية نداء الوطن". وتميز الاحتفال هذه السنة بالاحتفاء بالعلم الوطني عبر جميع المؤسسات التربوية بالمملكة، وإبراز كل ما يحمله من قدسية ومن دلالات رمزية للناشئة وتلقينها القيم الوطنية وتعزيز الوعي لديها بقيمة النضال التاريخي والبطولي الذي خاضه الأجداد وذلك بمساهمة الأطر التعليمية. وفي هذا الإطار، احتضنت مدرسة "المهدي بن تومرت"، حفلا فنيا حضره والي جهة مكناس تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي ووفد ضم رؤساء المصالح الخارجية ورئيس المجموعة الحضرية وعدد من الشخصيات ، تميز بأداء التلاميذ لأناشيد وطنية وتقديم لوحات فلكلورية من التراث المغربي وإقامة معرض لمنتوجات الأندية التربوية وتنظيم ورشات للرسم ومسابقة ثقافية . وفي كلمة بهذه المناسبة، استحضر نائب وزارة التربية الوطنية السيد أحمد مسافر ما يمثله تاريخ 11 يناير 1944 كمنعطف أساسي في تاريخ المغاربة. وأضاف أن الحركة الوطنية استوعبت الحدث فطورت مطالبها الإصلاحية إلى تعبير صريح وقوي للمطالبة بالاستقلال، مبرزا أن المقاومة الشرسة التي خاضها المقاومون وجيش التحرير وكذا التلاحم القوي بين الملك والشعب والذي تجلى في ثورة 20 غشت ، تمثل تعبيرا قويا عن مطالب هذا الشعب التي لم تقل عن الحرية والاستقلال. وأشار السيد مسافر إلى أن هذه الثورة التي حققت في زمن قياسي استقلال المغرب استمر لهيبها إلى غاية تحرير الصحراء المغربية بداية بمدينة طرفاية ثم سيدي إفني وبعدها تنظيم المسيرة الخضراء السلمية لتحرير باقي مناطق الصحراء المغربية. واعتبر هذه المحطات التي عرفها تاريخ المغرب ، ملاحم بطولية وغذاء روحيا للأجيال الصاعدة التي يتعين أن تتخذ منها العبرة والموعظة الحسنة في الإيمان والصدق والوطنية، ورسالة قوية وواضحة لكل الخصوم الذين سولت لهم أنفسهم التربص بالوحدة الترابية للمغرب والمس باستقراره وعرقلة مسيرته التنموية. وتميز الحفل الذي رفع فيه جميع التلاميذ العلم المغربي، بقراءة "بيان المواطن الصغير" الذي أصدره تلاميذ مؤسسة " المهدي بن تومرت" نيابة عن كل المواطنين الصغار، أعلنوا فيه بالخصوص تجندهم الدائم وراء جلالة الملك محمد السادس والتمسك بالمقدسات الوطنية التي يجسدها شعار "الله الوطن الملك" ، وبالوحدة الترابية والتصدي لكل المناورات الدنيئة التي تحاك ضد الوطن. وفي ختام الحفل الذي تليت فيه الفاتحة على أرواح بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال الذين رحلوا وعلى شهداء المقاومة ، وقع والي الجهة والوفد المرافق له على البيان إلى جانب تلاميذ المؤسسة. كما رفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح لجلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ويحفظ كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة .