نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت والنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الثلاثاء، حفلا ثقافيا وفنيا بمناسبة الذكرى ال67 لتقديم وثيقة الاستقلال. وأوضح السيد محمد أضرضور مدير الأكاديمية بمناسبة هذا الحفل الذي نظم تحت شعار "دور مدرسة النجاح في ترسيخ قيم المواطنة وصيانة التراث النضالي للعرش والشعب"، أن هذا الشعار نابع من حرص الأكاديمية على المساهمة الفاعلة في التعريف بمضامين الملاحم الوطنية وأقطابها وبأمجاد الأمة وتراثها النضالي المجيد وإبراز مكانتهم الوازنة في التاريخ الوطني الطافح بالبطولات. وأضاف أن الأكاديمية تحرص، أيضا، على تلقين الدروس والصفحات المشرقة للأجيال الصاعدة حفاظا على الذاكرة الوطنية والانطلاق منها لإشاعة قيم التضحية والالتزام والوفاء والتعبئة الشاملة، وذلك استحضارا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وانسجاما مع مضامين البرنامج الاستعجالي الذي يروم ترسيخ مقومات الهوية المغربية في التوجيهات التربوية وفي البرامج بصياغات واضحة غايتها تكوين مواطن صالح قادر على اكتساب المعارف والمهارات فخور بانتمائه عارف بالتزاماته الوطنية. وذكر بأن وثيقة المطالبة بالاستقلال جاءت تتويجا لمسلسل طويل من العمل الفدائي، حيث شكل تقديمها حدثا كبيرا ومنعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث لما حملته من مبادئ مازالت روحها تغذي عزيمة الشعب المغربي في مسيرة البناء والتشييد وصيانة الوحدة الراسخة بين العرش والشعب التي لا تزيدها مناورات الخصوم إلا قوة وإشعاعا. ومن جانبه أبرز المندوب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد أحميدة المعروفي، أهمية الاحتفال بذكرى 11 يناير لتقديم وثيقة الاستقلال التي شكلت منعطفا أساسيا في تاريخ المغرب المعاصر وأضحت من أهم المناسبات الوطنية، مستحضرا المحطات النضالية التي شهدتها مختلف مناطق المغرب من أجل تحقيق الاستقلال. وأوضح أن نضال المغاربة وكفاحهم من أجل الاستقلال بقيادة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس وولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، مر عبر ثلاث محطات أساسية أولاها محطة المقاومة المسلحة، والثانية المقاومة السياسية من خلال مجموعة من الشباب الذين درسوا خارج المغرب، والثالثة المقاومة المسلحة، أيضا، لكن منظمة عبر تكوين خلايا لجيش التحرير. وأضاف أن المندوبية أخذت على عاتقها استقدام كل الوثائق المهجرة إلى الخارج للغوص في ذاكرة المغرب النضالية وتسليط الضوء على محطات الحركة الوطنية وإطلاع الناشئة عليها. وتميز الحفل الذي حضره منتخبون، وأطر تربوية، ورؤساء جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، ونساء ورجال المقاومة وعدد كبير من التلاميذ، بعرض شريط " ذاكرة وطن: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" الذي أنتجه المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي، وإقامة معرض تشكيلي من إبداع تلاميذ مؤسسات تعليمية بمكناس يجسد للمناسبة.