1-2009 أصدرت الرابطة المحمدية للعلماء مؤخرا عددا جديدا مزدوجا (30-31) من مجلتها الفصلية (الإحياء) حول موضوع " العلوم الإسلامية من النقد إلى التجديد". ويضم ملف عدد المجلة، التي تعنى بالشأن الشرعي والفكري، مجموعة من المقالات لعدد من الباحثين في الشأن الإسلامي، تتطرق إلى الفقه بين الجمود على المنقولات واستئناف الفهم والتنزيل، وفتاوى الأمة وأصول الفقه الحضاري، والقطعي والظني في المنهج الأصولي، وفلسفة العلوم عند العلماء المسلمين، فضلا عن الاجتهاد الفقهي من الاستنباط إلى التنزيل، وتجديد المنهج في فهم وتنزيل العلوم الإسلامية والتعليل المقاصدي في القرأن الكريم. في افتتاحية العدد التي تحمل عنوان " تجديد العلوم الإسلامية.. مسار أمة ومصيرها"، يشير الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي إلى أن سؤال التجديد ينطرح كلما ساد الانفصال بين علوم الدين والنص المؤسس لها من جهة، وبينها وبين المجتمع من جهة ثانية، مضيفا أن أزمة العلوم الإسلامية تتجلى، إلى جانب انفصالها عن النص المؤسس، في عدم تجريدها للرؤية الكلية الكامنة في الوحي. ويخصص العدد حوارا فكريا شاملا مع الدكتور عباس الجراري، يشمل قضايا الإصلاح والتجديد والحوار الحضاري، كما يتضمن جردا لمجموعة من أنشطة الرابطة، المتمثلة على الخصوص في تنظيم ندوة علمية حول " قضايا الإسلام والمسلمين في الإعلام.. الانحياز وازدواجية المعايير"، وورشة حول " القيادية من أجل النتائج". ويتطرق العدد إلى قراء نقدية في كتاب جون ماري شيفير " نهاية الاستثناء الإنساني"، إضافة إلى قراءة في سر جمالية الألوان في القرآن الكريم، وفلسفة الجمال عند أبي حيان التوحيدي. وضمن الرؤى والتصورات، تعالج المجلة موضوع " نحو منهجية جديدة لتحقيب تاريخ إسلامي بديل"، و" الأنا والآخر: في الممارسة الحوارية الإسلامية"، و"منهج ابن رشد في التعامل مع الروايات المختلفة الألفاظ". يشار إلى أن مجلة (الإحياء)، تهدف إلى بلورة حوار جاد حول المعالم الفكرية المرتبطة بسبل ومناهج القيام بقراءة تأسيسية مستأنفة للتراث الإسلامي، وفهم التحولات والأسيقة وضرورته لفقه النصوص الثابتة وتنزيلها على الواقع المتغير، فضلا عن الكشف عن جمالية الإسلام وإبراز الدور الحضاري والروحي للمغرب.