صدر العددان 30 و31 من مجلة "الإحياء" المغربية في حلتها الجديدة، وهي مجلة فصلية تصدر عن الرابطة المحمدية للعلماء، وتعنى بقضايا الفكر الإسلامي والعلوم الشرعية.تضمن العدد المزدوج إلى جانب المتابعات الخاصة بالأنشطة والفعاليات العلمية للرابطة، "حديث الإحياء" للأستاذ أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بعنوان "تجديد العلوم الإسلامية: مسار أمة ومصيرها"، قدم فيه صورة بانورامية دالة على مسار التجديد عبر الإمساك بمفاصله الأساسية، وعبر استحضار اجتهادات أبرز رموزه على امتداد تاريخ الفكر الإسلامي قديما وحديثا. وفي هذا الإطار، أكد أن سؤال التجديد، يطرح كلما ساد الانفصال بين علوم الدين والنص المؤسس لها من جهة، وبينها وبين المجتمع من جهة ثانية، وأن أزمة العلوم الإسلامية تتجلى إلى جانب انفصالها عن النص المؤسس، في عدم تجريدها للرؤية الكلية الكامنة في الوحي، واختراقها من قبل الفكر الهلينيستي، وأن التجديد كما ظل حاضرا بشكل عضوي عبر مسار أمتنا، تطلبا واجتهادا، بات يمثل شرطا وجوديا ومصيريا لمستقبلها الحضاري.. ليخلص إلى أن "التجديد كي يكون فاعلا ونافعا وجب أن تتوفر فيه جملة شروط، الاستيعابية، والتساؤلية، والمعرفية، والوظيفية، والجماعية، والانغمارية، والاستشرافية، والحكامة والتدبير، فضلا عن التكوين الأساسي والمستمر". وفي زاوية القراءات تضمن العدد قراءتين تحليليتين نقديتين، الأولى قدمها الأستاذ جمال بامي لكتاب "نهاية الاستثناء الإنساني"، لجون ماري شيفير الصادر سنة 2007 عن دار النشر "جاليمار"، والثانية للأستاذة لبنى أشقيف حول كتاب الدكتور سليم العوا "الفقه الإسلامي في طريق التجديد"، الصادر عن منشورات الزمن. أما زاوية رؤية للنقاش فتمحورت في هذا العدد حول تقييم المشروع البحثي الموسوعي حول "العلاقات الدولية في الإسلام"، من خلال دراسة قدمتها المشرفة العلمية عليه، الدكتورة نادية مصطفى بعنوان "من أجل منظور حضاري إسلامي لدراسة العلاقات الدولية.. خبرة البناء: الخصائص والإشكاليات". في زاوية حوار العدد نجد مطارحة فكرية شاملة وعميقة مع عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، حول أهم قضايا الإصلاح والتجديد، والإبداع، واللغة والحوار الحضاري، أجراها الأستاذ عبد السلام طويل، رئيس تحرير الفصلية. كما اغتنى العدد بملف من ثماني دراسات حول "العلوم الإسلامية من النقد إلى التجديد"، ساهم فيه كل من الأستاذ إسماعيل الحسني بدراسة بعنوان: "الفقه بين الجمود على المنقولات واستئناف الفهم والتنزيل"، والأستاذ سيف الدين عبد الفتاح بدراسة حول"فتاوى الأمة وأصول الفقه الحضاري: الأزمة ومقدمات الحل"، والأستاذ إدريس غازي بدراسة بعنوان "في الحاجة إلى تجديد المعرفة الأصولية"، ثم دراسة الأستاذ حميد الوافي الموسومة "القطعي والظني في المنهج الأصولي"، بينما عالج الأستاذ فريد شكري إشكالية: "الاجتهاد الفقهي من الاستنباط إلى التنزيل: فقه تحقيق المناط نموذجا". وعن سؤال المنهج في صلته بالعلوم الإسلامية، قدم الأستاذ محمد المنتار دراسة بعنوان "تجديد المنهج في فهم وتنزيل العلوم الإسلامية أصول الفقه نموذجا"، ويختتم الملف بدراسة الأستاذ نور الدين قراط حول "التعليل المقاصدي في القرآن الكريم". اشتملت زاوية جماليات على دراستين، الأولى للأستاذ محمد همام حول "فلسفة الجمال عند أبي حيان التوحيدي"، والثانية للأستاذ حسين محمد الربابعة حول موضوع "سر جمالية الأوان في القرآن الكريم". وفي زاوية مالكيات، نطالع دراسة للأستاذ فاروق حمادة، عمل فيها على إبراز أهم معالم "النهضة الفقهية للمذهب المالكي في ظلال الدولة الموحدية"، في حين تناولت زاوية دراسات شرعية بحثا للأستاذ طارز زوكاغ حول موضوع "منهج ابن رشد في التعامل مع الروايات المختلفة الألفاظ"، وتضمنت زاوية رؤى وتصورات دراستين، أولاهما للأستاذ محمد حواش حول موضوع "نحو منهجية جديدة لتحقيب تاريخي إسلامي بديل"، وثانيهما للأستاذ محمد زاهد جول بعنوان "الأنا والآخر في الممارسة الحوارية الإسلامية". وفي زاوية ذخائر نجد مادة بعنوان "تعليق على شرح الكوراني لأبيات الهروي في التوحيد" لأبي عبد الله محمد بن علي الخروبي الطرابلسي المالكي (963ه/ 1556م)، وأخيرا وفي زاوية رسائل جامعية يعرض الباحث عبد الله أكرزام العناصر الكبرى لرسالته للدكتوراه، التي ناقشها حديثا حول موضوع "الفكر المقاصدي في تفسير المنار".