أسدل الستار مساء أمس الأحد بقاعة العروض الأمير مولاي الحسن بدار الثقافة بالحسيمة، على فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح في نسخته الأورو- مغربية بتكريم مجموعة من الفنانين. وهكذا تم تكريم المخرج المسرحي العاقل أقيعان المزداد بمدينة طنجة ، الذي أخرج ثلاثة أعمال خاصة به في المغرب قبل أن يهاجر إلى ليون الفرنسية وهو بن 19 سنة، كما أثمرت تجاربه المتنوعة عن إنشاء فرقة خاصة به سنة 1980 حملت اسم "مسرح البحر". ومن بين أعمال هذا المسرحي على الخصوص "حرودة" و"الصحراء " وليلة الصيادين " و"جولة بتونس " و"أجنبي بالمنزل "و" روميو وجولييت". أما المحتفى به الثاني فهو الفنان محمد البنوضي من مواليد إزمورن سنة 1954 ، والذي انخرط في الشبيبة والرياضة سنة 1968 ، وشارك في أنشطة المسرح الذي كان يؤطرها الأستاذ عبد الحميد موش "الرفاعي" ، كما اشتغل جنبا إلى جنب مع الأساتذة أحمد لهيت و أحمد بيجبيج وحميد الإدريسي حيث اخرجوا عدة أعمال مسرحية. كما تم الاحتفاء بعبد السلام اللوزي الذي أسس جمعية نادي بادس للسينما سنة 1994، ونظم عدة ملتقيات حول السينما والتربية. وتم أيضا تكريم الممثلة المسرحية لبنى البوعزاوي من مواليد 1980 التي استحضر المهرجان ،العروض المسرحية التي شاركت فيها قبل انتقالها إلى جوار ربها في شهر يونيو الماضي، منها على الخصوص أول عرض مسرحي لفرقة الريف الأمازيغي بالحسيمة بدار الشباب محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة 2004 ، ومسرحية " زي ركبوغ ثنيدينت نثقرب ثحاجيت "، ومسرحية "اربع اوجنا يوضاد" ،ومسرحية " تسليت ن وزرو" لفرقة ثفسوين للمسرح الامازيغي بالحسيمة سنة 2007. وقد تم خلال هذه الدورة التي نظمت على مدى خمسة أيام تحت شعار "الحكامة الثقافية ضرورية للتنمية الاجتماعية " بمبادرة من فرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة تقديم لوحات تذكارية للفرق المشاركة من فرنسا وإسبانيا ومن الحسيمة وطنجة وسلا . وفي هذا السياق، قال مدير المهرجان السيد لعزيز الإبراهيمي في كلمة ختامية إن هذه التظاهرة المتوسطية مكسب يتعين استثماره في الاتجاه الصحيح بما يساهم في إحداث نقلة نوعية للمدينة ومجالها الترابي على مستوى الممارسة الثقافية والنشاط السياحي والفعل التنموي بمختلف أبعاده. وأوضح السيد الإبراهيمي أن الدورة الثانية توصي بتشييد مسرح بمدينة الحسيمة يليق باستقبال الفرق المسرحية المحترفة المغربية والدولية لتشجيع الطاقات والمواهب، وتوفير معهد للفنون يليق بانتظارات المواهب والمبدعين، وتقديم الدعم بمختلف أشكاله للفرق المسرحية ، وتحسين الوضع الاجتماعي للفنانين المسرحيين وتشجيع التلاميذ حاملي الباكالوريا على ولوج معاهد المسرح والسينما لاسيما المعهد العالي للفن والمسرحي والتنشيط الثقافي. وأبرز أن من أهداف هذه الدورة أيضا التعريف بمنطقة الريف، خاصة إقليمالحسيمة الذي يزخر بمؤهلات طبيعية والذي يعتبر في حاجة إلى جلب استثمارات للنهوض به من أجل إقلاع اقتصادي حقيقي وانخراط الجميع في التنمية الشاملة. من جهته، قال السيد فلورنسي أيمريش ممثل الفرقة المسرحية هواة بإقليم ألت بنيديس كطالونيا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مشاركة الفرقة المسرحية الاسبانية في هذا المهرجان بمسرحية تحمل عنوان " اللاجئين" تندرج في إطار التعاون والتواصل بين شعوب البحر الأبيض المتوسط خاصة في مجال المسرح والفن والإبداع وتبادل الأفكار والخبرات . وأبرز السيد فلورنسي أن هناك برنامج طموح في مجال المسرح بين الفرقة المسرحية الاسبانية وفرقة الريف للمسرح الأمازيغي، مشيرا إلى أن الأعمال المسرحية التي قدمت طيلة أيام المهرجان لقيت استحسان الجمهور. وقد تابع جمهور الحسيمة خلال أيام المهرجان مجموعة من العروض المسرحية من المغرب وفرنسا وإسبانيا منها، على الخصوص ، مسرحية أكارن أزبيلا "لفرقة الريف للمسرح الأمازيغيى ، ومسرحية" أمر" لفرقة المحترف للثقافة والفن بسلا ، ومسرحية "اللاجئين" لفرقة مسرحية إسبانية من منطقة ألت بنيدس ،ومسرحية "الزوجان المنفتحان" لفرقة مسرح البحر القادمة من مرسيليا بفرنسا ، ومسرحية" مندولي" لفرقة مسرحية بطنجة. كما تضمن برنامج هذه الدورة ندوة حول المسرح والسينما والإعلام" وورشة حول "السنوغرافيا تخصص الإنارة، وبعض الفقرات الغنائية والموسيقية .