انطلقت مساء الأربعاء الماضي بقاعة العروض الأمير مولاي الحسن بدار الثقافة بمدينة الحسيمة فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح في نسخته الأورو- مغربية بعرض مسرحية «أكارن ازابيلا» لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. وتميز عرض هذه المسرحية، التي من تأليف لعزيز الإبراهيمي وإخراج عاقل محمد أفعان وسنوغرافية لمحسن بوزنبو وفريدريك فوزنيت، بحضور والي جهة تازة -الحسيمة-تاونات، عامل إقليمالحسيمة السيد محمد الحافي. وتتناول المسرحية قصة ثلاثة مهاجرين ينحدرون من نفس الوعاء الاجتماعي والثقافي لكن بأفكار وأيديولوجيات مختلفة يشتغلون عند السيدة ازابيلا حاملين معهم هذا الإيمان والسلوك إلى بلد الهجرة ليتلاقح ويتفاعل ويعيد رسم صورة التاريخ بين الشمال والجنوب (المتوسط) من خلال لغة المعيش اليومي واللاوعي الجماعي الذي يختزن مزيج من الأحاسيس (الحب والكراهية والحيطة والثقة والصراع والتعايش). وبهذه المناسبة، قال لعزيز الإبراهيمي مدير المهرجان إن مدينة الحسيمة تحتضن هذه الدورة من 15 إلى 19 دجنبر الجاري تحت شعار «الحكامة الثقافية ضرورية للتنمية الاجتماعية» بمبادرة من فرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومجلس جهة تازة- الحسيمة -تاونات وبدعم من مندوبية وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس وبلدية الحسيمة. وأوضح السيد الإبراهيمي أن برنامج هذه الدورة يروم التعريف بالدور الذي تلعبه كل من الثقافة والإبداع في تأطير وتوعية المجتمعات والأفراد من أجل تبني سلوك الحرية وحقوق الإنسان والمبادرة والتواصل والنضج والوعي بالمصير المشترك بين شعوب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وتحسيس المتدخلين في الشأن المحلي والجهوي والوطني بالأهمية القصوى التي تحظى بها الثقافة في الرهان على تحقيق أهداف الألفية, وكذا دورها الفعال في المخططات الإستراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتربوية. من جهته، أكد كمال بليمون مندوب وزارة الثقافة أن الثقافة تشكل اليوم أكثر من أي وقت مضى ورشا مفتوحا خصوصا في منطقة أصبحت توطد مكانها اللائق على المستوى الثقافي وبفضل العناية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المهرجان هو دعوة مفتوحة إلى التواصل والتلاقي بين الأشخاص والجماعات والشعوب مما يجعله ينخرط في إطار هذه الدينامية الايجابية التي تجعل من الحسيمة مدينة تتألق وتنمو وتتطور وتعانق فضائها المتوسطي. واعتبر الثقافة البوابة الواسعة لهذا المبتغى لأن العالم اليوم أصبح بمثابة قرية صغيرة تفرض على الجميع المساهمة في بناء قيم التعاون والتضامن من أجل غد أفضل تعيش فيه الإنسانية في جو يسوده السلم والسلام مشيرا إلى أن مشاركة فرق من إسبانيا وفرنسا في إغناء محتوى هذا المهرجان الوطني ليؤكد على الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة في ترسيخ أسس التعاون بين الشعوب. وتهدف هذه التظاهرة إلى إبراز دينامية المجتمع المغربي الذي يواصل فيه جيل الشباب التشبت بالمكتسبات والنضال، وكذا الرقي بالذوق الفني للجمهور المحلي وإتاحة الفرصة أمام سكان إقليمالحسيمة لمشاهدة عروض مسرحية مختلفة من المغرب وفرنسا وإسبانيا عن قرب، واستفادة مجموعة من الفنانين والمثقفين من دورات تكوينية وتنظيم ندوة فكرية حول «المسرح السينما والإعلام»، وتكريم آخرين ممن قدموا الكثير للفن بالإقليم.