أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب يعتزم الاستثمار أكثر في تكوين الموارد البشرية في مجال الطاقات المتجددة، وإعطاء دفعة قوية للبحث العلمي والابتكار التكنولوجي. وأوضحت الوزيرة، في كلمة لها خلال ندوة دولية نظمتها الجمعية المغربية الألمانية حول موضوع "المغرب الشمسي: فرص وتحديات" أن الوزارة أدرجت ضمن المسالك التعليمية للمدرسة الوطنية للصناعات المعدنية مسلكا جديدا للتكوين في مجال الطاقات المتجددة، وأنه يتم حاليا إنجاز دراسة شمولية تتوخى القيام بتقييم نوعي وكمي للحاجيات الوطنية فيما يخص التكوين في مجال النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة. وأبرزت السيدة بنخضرة في كلمة تلاها بالنيابة عنها السيد محمد توفيق اعديل مستشار الوزيرة المكلف بالدراسات الاقتصادية والقانونية، أن بنيات البحث في مجال الطاقات المتجددة الجاري إنجازها، ستمكن من تعزيز ووضع شبكة لقدرات البحث والتنمية في قطاع الطاقة والتنمية المستدامة، وكذا مواكبة المشاريع المندرجة في هذا الإطار. وستسمح الأقطاب التكنولوجية الجاري إطلاقها، خاصة بوجدة، حسب الوزيرة، من إشراك مقاولات الابتكار، ومؤسسات التكوين ومراكز البحث العلمي في مشاريع خلاقة ، لاسيما في مجالات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية. من جانبه، أشار الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد عبد الحفيظ الدباغ، إلى أنه في إطار البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين، تم إحداث جيل جديد من مسالك تكوين على صعيد الإجازة والماستر المتخصص في مجال الطاقات المتجددة على صعيد عدد من الجامعات المغربية، وذلك بهدف النهوض بتكوين الأطر الكفأة. كما تم خلق مشاريع، يضيف السيد الدباغ، تهم تطوير البحث العلمي في مجال تنمية طاقات المتجددة من أجل الاستجابة للحاجيات المتزايدة على الموارد البشرية المؤهلة، مشيرا إلى أن الوزارة ستعقد لقاءت مع مشرفين على هذه مشاريع من أجل وضع خارطة طريق فيما يخص الحاجيات الملحة في هذا المجال وكيفية الاستجابة لها. وأكد رئيس جامعة محمد الخامس السويسي السيد الطيب الشكيلي، من جهته، أن الرهان الأساسي يتمثل في إحداث مختبرات تهتم بالإبداع التكنولوجي "حتى لا نكون فقط مستهلكين للتكنولوجيات الحديثة ولكن مساهمين في تطويرها". وأبرز السيد الشكيلي أن قطب الرباط للتعليم العالي والبحث العلمي اتفق مع وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة على إحداث شبكة تضم مراكز متخصصة في البحث والإبداع التكنولوجي، من بينها مراكز خاصة بالطاقة الشمسية. واعتبر سفير ألمانيا بالمغرب السيد ايلف-دييتر كليمن أن المشاريع التي أطلقها المغرب في مجال الطاقات المتجددة تعكس الإرادة التي تحذو صاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية في الاضطلاع بدور ريادي ليس فقط على الصعيد الإقليمي ، ولكن أيضا على المستوى الدولي. ودعا، في هذا السياق، إلى الاستفادة من الفرصة المربحة التي يتيحها التعاون القائم بين المغرب وألمانيا وتكثيف المبادلات بمايحقق التنمية المستدامة في كلا البلدين. وتهدف هذه الندوة الدولية المنظمة بتعاون مع معهد غوته على مدى يومي، إلى تسليط الضوء على المخطط المغربي للطاقة الشمسية باعتباره اختيارا استراتيجيا وقفزة نوعة فريدة حققها المغرب في المجال الطاقي، كما تشكل فرصة لتبادل الخبرات بين مختصين مغاربة وألمان فيما يخص التكنولوجيات الحديثة في مجال الطاقات المتجددة. وتتواصل أشغال هذا اللقاء بتنظيم جلسات تتمحور بالخصوص حول مواضيع "الطاقات المتجددة في مواجهة التغيرات المناخية " و"آفاق التكنولوجيا بالمغرب" و"البحث والتكوين في مجال التكنولوجيات الشمسية".