أكد السيد محمد ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن جميع الإمكانيات والوسائل عبئت لمواجهة الفيضانات التي شهدتها مؤخرا الدارالبيضاء ، وأن الأولوية كانت بالأساس لحماية الأرواح البشرية. وأوضح السيد ساجد ، الذي شارك مساء أمس الأربعاء في حلقة من برنامج ( مباشرة معكم ) الذي تبثه القناة الثانية ( دوزيم ) ، والمخصصة لموضوع ( أي استراتيجية لمواجهة الفيضانات ? ) ، أنه في مثل هذه الحالات التي شهدتها العاصمة الاقتصادية توجد أولويات تتمثل في الحفاظ على سلامة المواطنين ، خاصة مع وجود دور للصفيح والبناء العشوائي ببعض الأحياء . وأضاف أن السلطات المحلية والوقاية المدنية والمنتخبين والجمعيات والمواطنين ، كل قام بمجهود خاص في إطار روح المواطنة ، فكان على رأس الأوليات الحفاظ على سلامة وحياة السكان. وأشار السيد ساجد إلى أن جميع الإجراءات الوقائية كانت مهيأة عقب الإطلاع على الإنذار الصادر عن الأرصاد الجوية ، مضيفا "ومع ذلك لم نتمكن من مواجهة سيل التساقطات الغزيرة " ، لأن الدارالبيضاء عاشت حالة استثنائية وكارثة طبيعية حقيقية ، وواجهت أمطارا غير مسبوقة (200 ملم في بضع ساعات ). وقال إن الجديد في هذه الكارثة هو أن الفيضانات عمت الدارالبيضاء بكاملها ولم يستثن منها حي واحد ، إذ لم تستطع الشبكات استيعاب كمية الأمطار الغزيرة التي هطلت. وفي سياق متصل ، أبرز السيد ساجد أن الدارالبيضاء شهدت تطورا عمرانيا كبيرا ، حيث شيدت أحياء عديدة استجابة للتطور الديمغرافي ، مما نجم عنه ضغط وتوسع كبيرين لم ترافقه التجهيزات الأساسية التي يتعين أن تتوفر في مدينة بحجم الدارالبيضاء. وشدد على أهمية مشروع حماية البيضاء من مياه واد بوسكورة ، مشيرا الى أن الدراسة الخاصة به قد استكملت ، ولم يبق سوى إيجاد صيغة لتمويل هذا المشروع . وعن دور شركة ( ليدك ) في ما يتعلق بتدبيرها المفوض لعمليات توزيع الماء والكهرباء والتطهير بعد هذه الفيضانات ، ذكر بأهمية هذه العملية ومراجعة العقدة الموقعة مع هذه الشركة ، وبعض الثغرات والنقص المسجل ميدانيا ، وقال " نحن في نقاش مستمر لإلزام شركة (ليدك) باحترام التزاماتها" . أما الكولونيل محمد بنزيان عن اللجنة الوطنية للوقاية والتنسيق ( وزارة الداخلية )، فأكد بدوره على أهمية حماية الأرواح البشرية خلال هذه الفيضانات ، خاصة وأن مواجهة هذه الكارثة كان استثنائيا في ظرفية استثنائية. وبعد أن أشار إلى أنه تم مسبقا إبلاغ وحدات الوقاية المدنية بالمناطق المهددة بهذه الأمطار ، بضرورة اتخاذ جميع التدابير لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية ، قال إن مركز الوقاية المدنية توصل ليلة وقوع تلك الكارثة الطبيعية بالدارالبيضاء بسيل كبير من المكالمات الهاتفية من أجل التدخل ، مضيفا أنه في مثل هذه الظروف يتم تحديد لائحة تراعي الأولويات ( المواطنون وسلامتهم، والمنشآت الاستراتيجية ). وذكر بأن المغرب شهد خلال السنين الأخيرة تقلبات جوية ومناخية حادة في المناطق الشرقية والشمالية والوسطية ومنطقة سوس ، والغرب سنتي 2008 و2009 ، مشيرا إلى أنه يوجد بهذه المناطق مشكل سيولة المياه . ودعا إلى إيجاد حلول جماعية لانعكاسات التقلبات المناخية الحادة ، تأخذ بعين الاعتبار استغلال المجال والتطور العمراني . ومن جهته ، أكد السيد محمد بجغيث عن مديرية الطرق بوزارة التجهيز والنقل أن الوضعية أصبحت عادية بالنسبة لجميع تجهيزات النقل من طرق وسكك حديدية وموانىء ومطارات ، بعد هذه الأمطار التي شهدتها الدارالبيضاء ومناطق أخرى . وتابع أنه بعد التوصل بالإنذار الخاص بهذه التقلبات المناخية ، تجندت الفرق التابعة للوزارة بعدد من الأقاليم من أجل استكشاف الشبكة الطرقية والاطلاع على مكامن الخلل وتقديم المساعدة للمواطنين ووضع علامات التشوير في المقاطع التي عرفت اضطرابات . واستطرد قائلا ، إن الحماية من الفيضانات ليس من اختصاص وزارة التجهيز النقل ، لأن اختصاصها ينحصر في الطرق الموكولة للدولة خارج المدار الحضري ، حيث تقوم في أوقات الأمطار والفيضانات بضمان استمرارية وظيفة تجهيزات النقل من طرق وسكك حديدية وموانىء ومطارات . ومن جهته ، قال السيد مراد الصقلي رئيس جمعية الصناعيين بحد السوالم إن هذه الأمطار كانت فعلا استثنائية ، لكن هناك مشاكل بنيوية تتمثل على الخصوص في هشاشة البنية التحتية، حد السوالم كنموذج. وأكد بشكل خاص على أهمية إعادة تأهيل المناطق الصناعية خاصة وأن المغرب له سياسة طموحة في جلب الاستثمارات. أما السيد موسى سراج الدين الكاتب العام لجمعية المبادرة من أجل الدارالبيضاء ، فتساءل عن كيفية " إنصاف " البيضاويين بعد هذه الكارثة ? مشددا على ضرورة " تحديد المسؤوليات" وكذا احترام معايير البناء. وذكر بشكل خاص بمشكل الاختناقات التي شهدتها مجموعة من شوارع العاصمة الاقتصادية خلال الفيضانات الأخيرة.