حضر موضوع الفيضانات بقوة خلال مناقشة الاستراتيجية التنموية للعاصمة الاقتصادية،، وبدورات مجالس المدينة المنتخبة (مجلس الجهة، مجلس العمالة، مجلس الجماعة الحضرية). وثم التأكيد على وجوب البدء في إنجاز منشآت لوقاية الدارالبيضاء من فيضان واد بوسكورة حتى لا تتكرر مأساة الفيضانات السابقة التي عرفتها المدينة، عام 1986وعام 1996 و2003 حينما غرقت برشيدوسطات وتعرضت منشآت المطار للضرر. وبسبب الأمطارالأخيرة وما نتج عنها من فيضانات كارثية في عدة مدن، انتبه مسؤولو الدار البيضاء إلى ضرورة احتواء مخاطر هذا الواد، حتى لا تقع الكارثة، خاصة وأن التجارب التي عاشتها المدينة سابقا، أعطت الدليل على أن لا قدرة للعاصمة الاقتصادية على مواجهة التبعات الفظيعة للفيضانات. وقد سبق لعمدة المدينة محمد ساجد أن عبر عن هذا الهاجس بالندوة الصحفية التي عقدها خلال الأسبوع الجاري لتسليط الضوء على استراتيجية تنمية الدارالبيضاء، بالقول : نحن لا نستبعد أن تعيش الدار البيضاء وضعية شبيهة بتلك التي شهدتها بعض المدن مثل الناظور وطنجة نتيجة الفياضانات، وإلى ذلك حذر رئيس مجلس المدينة من الخطورة التي يمكن أن يشكلها واد بوسكورة إذا لم تتخد تدابير عاجلة لمواجهة ذلك، مشددا على أن المجلس وجميع المتدخلين مطالبين بتسريع إنجاز مشروع المجمع الغربي الكبير، الذي سيمكن من التحكم في مياه واد بوسكورة وتصريفها نحو البحر، وكذلك إنشاء مصب في المنطقة الشرقية للمدينة، لرفع خطر هذا التهديد. وحددت القيمة الاجمالية لهذا المشروع المرتقب إنجازه خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2011 في مبلغ 600 مليون درهم. وكان البرنامج الوطني للوقاية من الفياضانات، حدد 391 موقعا وسطر على 50 نقطة سوداء مهددة بالفيضانات، وتوجد بعض هذه النقط السوداء بالقرب من الشاطيء، كالمحمدية وبوزنيقة والدار البيضاء، وأشار البرنامج إلى أن الحوض المائي لأبي رقراق يضم 13 نقطة خطيرة، بها 6 نقط سوداء كبرى هي الحي الحسني، عين الشق، وثلاث مواقع في سطات وموقعان بالمحمدية. الحل الذي خلصت إليه الدراسات التقنية لرفع خطر تهديد الدار البيضاء بالفيضانات، يقتضي بناء قناة من سعة 65 متر مكعب وبقطر يبلغ أربعة أمتار، ستتولى إنجازها شركة ليديك انطلاقا من مكتب الصرف إلى الشاطيء الموجود بالقرب من القصر الملكي بدار بوعزة، وستدفن هذه القناة في باطن الارض، لتوفير حماية أكبر. وقد تم الإعلان عن فتح طلب عروض دولي، وينتظر أن تفتح الأظرفة في مطلع السنة القادمة لاختيار الشركة التي ستقوم بانجاز أضخم قناة بالمغرب.