استحقت منتوجات الصناعة التقليدية التي أثثت، وعلى مدى أسبوع، فضاءات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن تكون بحق إبداعات متفردة في تظاهرة استثنائية ولنجوم غير عاديين. لم يمنع بريق النجوم المشاركين في الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، هذه التحف الفنية من أن تسرق الأضواء بسحرها وألوانها المتميزة وبما تحمله من عبق متمخض بأصالة وتاريخ المغرب العريق للمغرب. من مختلف جنبات قصر المؤتمرات ومن كل الفضاءات التي تحتضن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ينبعث عطر التاريخ، ومهارة الصانع المغربي، تجسدها تحف وإبداعات فنية أثثت المكان، من فخار وسيراميك وخشب ومنسوجات وديكورات تشد إليها الناظر. ابتكارات وإبداعات تشهد على كينونة وهوية الشخصية المغربية المحافظة على الأصالة والمتفتحة على الحداثة، تحف حبلى بالرسائل البليغة عن حضارة بلد عريق معتز بماضيه مستشرف لمستقبله. تمثل مختلف التحف المعروضة بمناسبة هذا المهرجان مختلف جهات المملكة، وهي تشهد على كفاءة الحرفي المغربي واعتماده على أحدث التقنيات في حفاظ تام على الموروث الحضاري والثقافي المغربي وعلى جماليته، ساعين إلى إرضاء جميع الأذواق، خاصة نجوم المهرجان وضيوفه. ومن بين الأعمال المقدمة بمعرض الصناعة التقليدية بقصر المؤتمؤات، والتي سحرت زوار المعرض، إبداعات المعلم أحمد لغريسي أحد رواد فن الطين بعاصمة الفخار آسفي، والتي وقع ثلاثا منها. وتمثل أولى هذه القطع، كما أكد الصانع لغريسي لوكالة المغرب العربي للأنباء، عملا يمكن تصنيفه ضمن "الكاليغرافيا التجريدية"، وهو على شكل كلمة "سلام"، مجسدة بذلك إحدى أنبل القيم الإنسانية التي يدافع عنها المغرب بقوة. وقد اشتغل هذا الصانع على هذه المنحوتة، المصنوعة من السيراميك، بتقنيات "قديمة أثرية"، ورثها عن والده المعلم عبد القادر لغريسي، حتى يتهيأ للناظر وكأنها تعود لقرون خلت. ويفضل لغريسي ، الذي يوظف، أيضا، محصلة دراساته المعمقة كالخط الفارسي والموريسكي في إبداعاته ، التي تعرض قطع منها بشكل دائم بمتحف أمستردام منذ 2003. وإلى جانب أحمد لغريسي ، يصادف الزائر هنا وهناك أعمالا أخرى من ورشات مراكشية منها "أكال" (التراب بالأمازيغية)، وورشة مريم مرابط، وورشات (زليج آيت مانوز) ... وتكميلا لهذا الديكور المغربي المحض، انضافت صباح اليوم السبت تحف مغربية، منها مزهريات عملاقة، زينت قصر المؤتمرات استعدادا لحفل اختتام الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الأمر الذي سيمنحه سحرا وتألقا.