(من مبعوثي الوكالة) بعد أن أطفأ شمعته العاشرة، تعددت أوجه تألق وإشعاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إذ تمكن من كسب رهانات أولها ضمان حضور دولي لافت، وثانيها تحريكه لعجلة الاقتصاد والسياحة ستنعكس نتائجها بلا شك على ساكنة المدينة الحمراء، هذا فضلا عن التنشيط الثقافي والفني. ويؤمن منظمو هذه التظاهرة بأن الثقافة والفن أضحيا قاطرتين مهمتين للدفع بعجلة الاقتصاد وربح رهان التنمية المستدامة، كهدف خلاق تظهر بوادره قبل انطلاق التظاهرة، التي يشرع في الإعداد لها بانتهاء كل دورة، فتنشط حركة الإعلانات واللقاءات الماراطونية للتعريف بالمدينة الحمراء كوجهة سياحية مغرية (فنادق فاخرة ورياضات وصناعة تقليدية وساكنة مضيافة....). وليس بالغريب أن يتحول قصر المؤتمرات، الذائع الصيت عالميا والذي يحتضن جل أنشطة المهرجان، طيلة أزيد من أسبوع (3-11 دجنبر)، إلى خلية نحل ووجهة يقصدها القادمون إلى مدينة النخيل، فهو أول حدث يسمعه داخلها من الأفواه مباشرة، أو يقرأون عليه في وسائل الإعلام وفي الملصقات التي نصبت في كل شوارع وحواري المدينة. وزكى المدير الفني للمهرجان السيد برونو بارد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء هذا المنحى الإشعاعي بتأكيده، على أن "هذه التظاهرة تساهم، بالإضافة إلى الترويج للمدينة الحمراء، في تنشيط الحياة الاقتصادية للمدينة بخلقها لفرص شغل طيلة مدة المهرجان، وفي تحريك عجلة الخدمات بمختلف أشكالها. وفي تصريحات استقتها الوكالة، أكد عدد من المعنيين (تجار وأرباب بزارات ومطاعم ومقاهي...) أن مراكش تعرف خلال فترة المهرجان، بل وقبله وبعده، طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، مضيفين أن بعض المحلات التجارية تتجند لمواكبة الحركية بالرفع من سقف أوقات عملها التي قد تتجاوز في بعض الأحيان منتصف الليل بساعات. وسجل صاحب محل في هذا الإطار أن القفطان والجلابة المغربية (رجالية ونسائية) من المنتوجات التي تعرف رواجا منقطع النظير خلال هذه الفترة، كما تنتعش مهن أخرى كمتعهدي الحفلات، وشركات الأمن الخاص، وترتفع مبيعات الصحف، خاصة الوطنية التي تزود القراء بآخر أخبار نجومهم المفضلين. وبخصوص قطاع الفندقة، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش السيد كمال الدين فاهر، في تصريح مماثل ، أن عدد السياح الوافدين إلى مراكش ارتفع بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بنسبة 20 في المائة. وحسب المدير الفني للمهرجان، فان هذه التظاهرة السينمائية تشكل مناسبة أيضا يلتقي فيها مهنيو السينما المغاربة مع نظرائهم من مختلف بلدان العالم للتواصل وتبادل التجارب، أي أن المهرجان ليس فقط تظاهرة وملتقى لتلاقح الثقافات بل هو أيضا موعد يدفع بعيدا بصناعة السينما المغربية. واستطاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بفضل مصداقيته ومجهودات القيمين عليه، يؤكد السيد برونو، الذي يشغل منصب المدير الفني للتظاهرة منذ سبع سنوات، أن يروج للثقافة المغربية ويعطيها إشعاعا دوليا، ووقوف العالم بأسره على "قدرة المملكة على تنظيم تظاهرة ضخمة تضاهي في دقة تنظيمها ووزن الأسماء التي تحضرها تظاهرات سينمائية عالمية من قبيل كان والبندقية وبرلين وسان سيباستيان". و"يتسم المهرجان بطابعه المتجدد"، يقول السيد برونو، تماما كما السينما التي تواكب مستجدات العالم، ولاختيار الأفلام التي ستشارك في المهرجان، يشاهد مديره الفني 1200 فيلم سنويا، معتمدا على معايير صارمة لخصها في الجودة والانضباط للقواعد السينمائية. ويظل المهرجان الدولي للفيلم موعدا ثقافيا جذابا، أبعاده ذات امتدادات متشعبة اقتصادية واجتماعية، وملتقى سينمائيا سنويا منفتحا على مخيال الشعوب وعلى كل الآفاق.