ترأس وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي، مساء اليوم الاثنين بكلميم، حفل تنصيب السيد عبد الله عميمي ،الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس واليا على جهة كلميم- السمارة ،عاملا على إقليمكلميم. وأبلغ السيد الشرقاوي، في كلمة بالمناسبة، ساكنة الجهة عطف ورضى جلالة الملك الذي مافتئ يولي رعاياه الأوفياء بكافة هذه الربوع عنايته السامية واهتمامه الكريم من أجل الارتقاء إلى ما يطمح إليه جلالته من تقدم ورفاهية وازدهار. وهنأ السيد الشرقاوي الوالي الجديد على الثقة المولوية السامية التي حظي بها من طرف جلالة الملك لما عهد به من خصال حميدة وحس رفيع بالمسؤولية وكفاءة وجدية وتجربة غنية راكمها لسنوات طويلة على مستوى الإدارة الترابية والتي مكنته من التعرف عن قرب على خصوصيات التدبير المحلي على صعيد مختلف الوحدات الترابية التي اشتغل بها. وأكد الوزير أن الوالي الجديد مدعو للقيام بدور محاور مؤهل لدعم المجهودات التي يقوم بها المنتخبون والفاعلون الاقتصاديون المحليون والعمل على تفعيل الجهة اقتصاديا واجتماعيا عن طريق تنفيذ برامج الدولة بتكامل تام وتطبيق دائم مع كافة المصالح الخارجية. وأضاف أن الوالي الجديد مطالب أيضا بالعمل على تفعيل الوصاية على الجماعات المحلية وفقا للطرق التي تحددها الأنظمة والقوانين المعمول بها للرفع من أدائها وعصرنة مصالحها والارتقاء بأداء موظفيها وتطوير أساليب عملها عملا بالمقتضيات الجديدة للميثاق الجماعي. وأشار الوزير إلى أن تعيين السيد عميمي واليا على جهة كلميم-السمارة عاملا على إقليمكلميم، يندرج في سياق المجهودات المتواصلة من أجل تمكين الإدارة الترابية من مؤهلات بشرية قادرة على تفعيل البرامج والخطط التنموية للدولة واستثمار الكفاءات الوطنية ومؤهلاتها في التطبيق الفعلي للمفهوم الجديد للسلطة وسياسة القرب من المواطنين. وفي هذا السياق، دعا الوزير الوالي الجديد إلى السهر على تنفيذ الإستراتيجية التنموية التي خطها جلالة الملك لفائدة سكان هذه الجهة والتي تهدف بالأساس إلى الرقي بها لأن تصبح قطبا تنمويا قويا ومتميزا بكل المقومات التي من شأنها تمكينه من الرفع من مستوى عيش الساكنة ومواجهة تحديات التنافسية الوطنية والدولية، وكذا الإنصات إلى انشغالات المواطنين وكافة الفاعلين والعمل على إيجاد حلول لقضاياهم وانشغالاتهم عملا بالتوجيهات الملكية السامية في إطار سياسة القرب والمفهوم الجديد للسلطة. كما نوه السيد الشرقاوي بالمجهودات التي بذلها الوالي السابق خلال المدة التي تولى فيها المسؤولية بهذه الجهة، وكذا الجهود الملموسة التي يبذلها المنتخبون وعلى رأسهم ممثلي الجهة في البرلمان ورؤساء المجالس المنتخبة، فضلا عن الأعمال الجليلة التي تقوم بها السلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني والشيوخ لتنمية هذه الجهة حتى تستجيب لتطلعات أبنائها الذين يتحملون بدورهم مسؤولية النهوض التنموي بها. واستحضر السيد الشرقاوي بالمناسبة، الزيارات الميمونة التي يقوم بها جلالة الملك لهذه الجهة والتي تجسد مدى الرعاية والعناية الملكية الخاصة التي يوليها جلالته لرعاياه الأوفياء من خلال الاطلاع عن كثب على أحوالهم والتعرف عن قرب عن حاجياتهم وانشغالاتهم الحقيقية وكذا الوقوف في عين المكان على ما تم تحقيقه من منجزات وإعطاء الانطلاقة لمشاريع تنموية واعدة بمختلف أنحاء هذه الجهة. وأضاف أن هذه الزيارات الميمونة شكلت مناسبة لأبناء هذه الجهة لتجديد روابط البيعة التاريخية وتقديم آيات الولاء والإخلاص لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتعبير عن تعلقهم الدائم بأهداب العرش العلوي المجيد. واعتبر الوزير أن هذه الجهة شكلت عبر التاريخ صلة وصل بين شمال المملكة وجنوبها وقلعة مجاهدة وفية لقسم المسيرة الخضراء ولثوابت الأمة ورمز سيادتها وسدا منيعا ضد كل الأفكار الانفصالية الرامية إلى عرقلة المسيرة التنموية التي يعرفها المغرب. وفي هذا السياق، أشاد السيد الشرقاوي بالمبادرة التلقائية التي قامت بها نخبة من أبناء الصحراء من ممثلي الجهة بمجلسي البرلمان وأعيان وشيوخ القبائل وكذا فعاليات نسوية وشبابية من المجتمع المدني للتعبير عن رفضها القاطع للفكر الانفصالي الذي حاول استغلال بعض المطالب الاجتماعية الأساسية للساكنة لخدمة جهات خارجية بغية المساس بوحدة الوطن وزرع بذور الفتنة بين أبنائه. وأكد الوزير أن المؤهلات الاقتصادية والطبيعية الهامة والطاقات البشرية الخلاقة التي تزخر بها الجهة، تشكل أرضية خصبة وإطارا ملائما لترجمة مختلف المشاريع والمبادرات التنموية التي من شأنها أن تجعل من المنطقة قاطرة اقتصادية قادرة على وصل الجهات الترابية في مختلف ربوع الأقاليم الجنوبية. ودعا إلى المزيد من التعبئة من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب وترسيخها عبر تبني المقاربة التشاركية واعتماد آليات الحوار والتشاور في تفعيل المخططات الاقتصادية والاجتماعية للجهة والرامية إلى خلق فرص الشغل والأنشطة المدرة للدخل والقضاء على معضلة البطالة وتمكين شريحة هامة من المواطنين بهذه الجهة من مصادر العيش تجعله في منأى عن التضليل أو استغلال الحاجة. حضر حفل التنصيب، على الخصوص، عدد من الولاة بوزارة الداخلية وعمال صاحب الجلالة بأقاليم الجهة وبرلمانيون ورؤساء المجالس المنتخبة وأعضاء الهيئة القضائية وشخصيات أخرى.