شكل موضوع "وحدة ودمقرطة ومستقبل العمل النقابي المغربي" محور ندوة وطنية نظمتها مساء اليوم الخميس الفيدرالية الديمقراطية للشغل من أجل البحث الجماعي عن أجوبة ملائمة للأسئلة المطروحة على واقع وآفاق الحركة النقابية المغربية. وتندرج هذه الندوة التي حضر أشغالها عدد من أعضاء المكتب المركزي للفيدرالية وحشد من المناضلين والمناضلات ، في إطار استعداد الفيدرالية لعقد مؤتمرها الوطني الثالث أيام 26 و27 و28 نونبر الجاري ببوزنيقة. وترى اللجنة التحضيرية في ورقتها التقديمية أن اختيار موضوع الندوة الذي اتخذ كشعار للمؤتمر الوطني، نابع من قناعة الفيدرالية بأهمية دمقرطة الحقل النقابي والتفكير في واقعه والبحث عن آليات مناسبة لتوحيد الحركة النقابية المغربية حتى تتمكن من القيام بدورها في الدفاع عن المصالح العليا للشغيلة . واعتبر السيد عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية في كلمة له أن الفيدرالية تسعى إلى إشراك كل الفعاليات المهتمة بالعمل النقابي لمناقشة كل هذه الأسئلة والاستماع إلى الملاحظات والاقتراحات والانتقادات مشيرا إلى أن الندوة تتوخى إرساء ثقافة جديدة قوامها النقاش الديمقراطي الحر. وأكد عزم الفيدرالية على مواصلة التنسيق النقابي مع باقي المركزيات لتوحيد الجهود وتدبير المحطات المقبلة للدفاع عن مصالح الشغيلة وتعزيز دورها في دعم القضايا الوطنية الكبرى وبناء المجتمع الحداثي الديمقراطي. ومن جانبه اعتبر السيد عمر الزايدي عضو المكتب المركزي في تدخله أن النقاش حول العمل النقابي من المسائل الحيوية والراهنة بكل المقاييس ملاحظا أنه بالرغم من المكتسبات التي تحققت في العشرية الأخيرة بالمغرب فإن انخراط الشغيلة في العمل النقابي مازال دون مستوى الانتظارات ولا يتعدى سقف 7 في المائة. أما السيد عبد القادر أزريع عضو المكتب المركزي ، فيرى أن النقابة اليوم في قلب النقاش الدائر وأصبحت لديها مهمة رفع تحدي تاريخي والانتقال من نقابة المطالب إلى نقابة استيعاب القضايا الاجتماعية . وبعد أن أبرز تجارب الحركات النقابية العالمية التي تحول مركزها من أوروبا بفعل التراجع الذي سجلته، إلى أمريكا اللاتينية بفضل اجتهاد العمال وإعمالهم لفكرهم،ومن جهته قدم عبد الهادي خيرات قراءة في تاريخ العمل النقابي بالمغرب والمحطات التي ميزته منذ فجر الاستقلال حيث كانت الشغيلة تتمتع بالعديد من الامتيازات معتبرا أن الأسرة النقابية اليوم في مرحلة "شبه انقراض" بسبب عدم قدرتها على تعزيز صفوفها متسائلا ما إذا كانت النقابات قادرة في ظل الوضع الراهن على الوقوف للدفاع عن الشغيلة داعيا إلى فتح نقاش هادئ حول الحركة النقابية وتوسيع دائرته ، لتقويتها وإعادة بناء القطاعات، وفق أسئلة ومتطلبات جديدة فرضتها التحولات وفرضتها العولمة، كاستقطاب المستثمرين وتقوية الاستثمار لإنعاش الشغل.