دعا المشاركون في منتدى إقليمي عربي حول التغيرات المناخية، افتتحت أشغاله اليوم الأربعاء بالصخيرات، الى تبني استراتيجية إقليمية موحدة لمواجهة التغيرات المناخية، بما يمكن المنطقة العربية من تفادي التداعيات السلبية لهذه الظاهرة. وأوضحوا أن الخصائص المناخية والموقع الجغرافي للدول العربية، يجعلها أكثر عرضة لآثار التغير المناخي الذي ارتفعت حدته بشكل لافت خلال العقدين الأخيرين، معتبرين أن هذا المعطى يستدعي بلورة استراتيجية مشتركة تقوم على تحديد العوامل المسببة لهذه الظاهرة والحلول الكفيلة بمعالجتها. وأضافوا خلال المنتدى المنظم من طرف المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، أن المسلسل التنموي الذي انخرطت فيه جل الدول العربية مهدد أكثر من أي وقت مضى بالتأثيرات المناخية الناتجة أساسا عن ظاهرة الانحباس الحراري، وبالتالي فإن قطاعات الزراعة والتجارة وتأهيل البنيات التحتية ذات الإسهام الكبير في الرقي بمعدلات النمو تواجه خطر التعرض لتداعيات هذه الظاهرة. في هذا السياق، قال الكاتب العام لقطاع البيئة بكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، السيد جمال محفوض، في كلمة له ، أن من شأن هذا المنتدى الإقليمي المنظم في إطار المبادرة العربية لمواجهة آثار تغير المناخ المساعدة على إعداد خارطة طريق واضحة المعالم تروم تحسين أداء الدول العربية في هذا المجال، إلى جانب فتح الطريق أمام تبادل التجارب والخبرات على المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح السيد محفوض أن المغرب على غرار معظم دول المنطقة، يعتبر هذه الظاهرة إشكالية بنيوية تتطلب نظرة شمولية تتيح الحفاظ على وتيرة جيدة للنمو وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المملكة عملت بغية تحقيق هذه الغاية على إقرار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة وتبني مجموعة من الاستراتيجات القطاعية الرامية إلى صون المنظومة الإيكولوجية، لاسيما مشروع النجاعة الطاقية ومخطط المغرب الأخضر. من جهتها، أكدت المستشارة الخاصة بالتغيرات المناخية لدى الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيدة فاطمة الملاح في كلمة مماثلة، أن مواجهة التغيرات المناخية أضحت أولوية عربية تم التأكيد على ضرورة الانكباب عليها بشكل أكبر خلال القمة العربية الأخيرة المنعقدة في مدينة سرت الليبية، اعتبارا لما أضحت تخلفه تداعياتها من خسائر بشرية ومادية جسيمة، في إشارة إلى الفيضانات التي اجتاحت مؤخرا كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وكذا بعض دول الخليج. من جهة أخرى، استعرضت السيدة الملاح أهم المبادرات العربية المتخذة في إطار جامعة الدول العربية بغية التخفيف من آثار هذه الظاهرة ، مبرزة استعداد دول المنطقة للانخراط ضمن كافة المعاهدات والمواثيق الدولية المتخذة في سياق جهود المنتظم الدولي الرامية إلى إيجاد حلول مناسبة لهذه الإشكالية. من جانبه، أشاد الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالمملكة، السيد برونو بويزات، بانخراط المغرب الفعلي والمتواصل في نهج مسلسل تنموي يقوم على احترام البيئة وتثمين الموارد الطبيعية، معتبرا أنه أضحى من خلال مختلف المبادرات التي اتخذها في هذا الإطار نموذجا مثاليا يتعين الاقتداء به على المستويين الإقليمي والقاري. يشار إلى أن أشغال المنتدى المنعقد من 3 إلى 5 نونبر الجاري، تتواصل من خلال عقد أربع جلسات موضوعاتية، تتناول على الخصوص، تأثيرات الموارد المائية والجفاف والحراك السكاني، وتغير المناخ والمقاربة المجالية والمحلية، إلى جانب تقديم المبادرة العربية لمواجهة آثار تغير المناخ وإطلاق نقاش مفتوح حول علم تغير المناخ.